[ ص: 171 ] مثل الدنيا وانخداع الأحمق بها
مثل الدنيا وانخداع الأحمق بها كمثل الصبي في المهد ترضعه أمه وتسدل عليه ذلك الغطاء وترجحه وتنغمه بأنواع الكلام حتى يذهب به النوم فكذلك الدنيا ترضعه حلاوتها ولذاتها وتطبق عليها الهوى وتتابع عليها الأماني وتطول له في الأمل حتى ينام عن الآخرة فكلما ازداد أمله طولا كان أثقل نوما ثم سقته شربة في نومه من ذلك السم الناقع وهو حب الدنيا وشغوفه بها حتى يسكر من حلاوة ذلك الحب فعندها يغلي حرصه فهو هلاك دينه كما تسقي هذه المرضعة ولدها من هذا الأفيون حتى يثقل نومه ويكون كالسكران فإذا لم تطبخه بالسمن وتمزجه بسائر الأدوية يقتل الصبي
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حبك الشيء يعمي ويصم
[ ص: 172 ] فما ظنك بمن أعماه حب الدنيا وأصمه عن الله تعالى وعن مواعظه
وروي عن رسول 69 الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ما ذئبان جائعان أرسلا في زريبة غنم بأفسد لها من حرص المرء في المال والشرف لدينه