كمثل حمار تنقل عليه سرقينا من المزابل فما زلت تكده في ذلك العمل حتى إذا كان في آخر النهار حولت عليه سرجا وابتغيت منه هملجة وسيرا فكيف تجدها منه وقد ذهب الكدود والعمل بكثافة قوته وحدة مقاصده ونال الفتور منه كل شيء [ ص: 99 ] فكذلك هذا العلم والعقل والذهن والكياسة والفهم والفطنة والروح لكل حد وسلطان وقوة تعمل في هذا الجسد فإذا استعملهم في أمور الدنيا التي لا تصعد إلى الله تعالى من باب السماء انفتر منه كل شيء على حدته وذهبت قوته وظهر العجز مثل من استعمل عقله وعلمه وذهنه وكياسته وروحه في أمور الدنيا لغير الله