كلمات أعطاها الله العبد
فأعطاهم لنفي الشك كلمة صارت مقرونة بكل شيء خلقه الله تعالى للعباد نافية للشك عنه وهي وأعطاهم لتنزيهه كلمة الشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله إليه فإذا سبحه بحمده فقد أتى بجميع المحامد كلمة سبحان الله فصارت مقرونة بكل مديح
وأعطاهم لذلة العبودة كلمة وهي قول الله أكبر فإذا كبره فقد تواضع وألقى بيديه سلما
وأعطاهم للقوة على هذه الأشياء كلمة وهي فإنما تخرج هذه الكلمة من العبد مع نور الكلمة حتى يعمل بعملها ويبلغ مبلغها فإذا قال العبد الحمد لله فإنما هي كلمة جملة فإذا شرط وأشار إلى شيء موصوف فقال حمدا يوافي نعمه خرجت .الكلمة بنورها قول العبد لا حول ولا قوة إلا بالله
[ ص: 249 ] فمن كان له ذلك النور فتوزعت وانقسمت على جميع نعم الله تعالى فلحقت كل نعمة قسطها فلزمتها فيتخلص من أثقال النعم لأن الله تعالى قال في تنزيله وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
فإذا فعلمه كلمة تلحق بأجزائها كل نعمة على حدتها فوافاها حتى اقترنا كل نعمة وشكر العبد مقرون بها لما نطق بهذه الكلمة عجز العبد عن عد النعم لم يحصها
وهذا الكلام إنما يخرج من هذه الأفواه حروفا مؤلفة والأنوار كسوتها معها نزلت للعباد من السماء والعباد متفاوتون في النطق بهذه الكلمة كالشأن في الأنوار