مثل من ترك المجاهدة في وقت طاعة النفس
ومثل من ترك المجاهدة في وقت طاعة النفس كمثل رجل خرج محاربا بسلاح تام ودابة فارهة وجميع ما يحتاج إليه فلما صار إلى مصاف العدو ونشبت الحرب ذهب هذا فدفن سلاحه في التراب وخلى دابته كي لا يقال تقدم إلى القتال فخاب عن الزحمة إذ تشبه بالمجاهدين وليس منهم كما فعل جد بن قيس السلمي يوم بيعة الرضوان وذلك يوم الحديبية [ ص: 129 ] ورسول الله صلى الله عليه وسلم محرم ممنوع عن البيت والطواف به والهدي محبوس عن بلوغ محله ووجه رضي الله عنه رسولا إلى أهل عثمان بن عفان مكة فلما أبطأ وقع الخبر في العسكر أن رضي الله عنه قتل فارتج العسكر بما هاج وقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وبايعه الناس على أن يدخلوا عثمان مكة ويحاربوا فبايعوه على الموت يعني أن يقاتلوا ولا يفروا حتى يموتوا وكانوا ألفا وثمانمائة فبايعوه كلهم إلا جد بن قيس فإنه أقام بعيره واختبأ تحت إبط بعيره فأنزل الله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة
والخائب عن رحمة الله في سابق العلم خائب في كل وقت