الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أبو بكر بن عياش ، من أهل الكوفة ، من عبادهم ، اختلفوا في اسمه فمنهم من زعم أن اسمه كنيته، ومنهم من زعم أن اسمه : شعبة ، ومنهم [ ص: 669 ] من زعم أن اسمه عبد الله ، والصحيح أن اسمه كنيته ، حدثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن شبوية ، حدثني أبي ، عن الفضل بن موسى قال : قلت لأبي بكر بن عياش : ما اسمك؟ قال : ولدت وقد قسمت الأسماء ، قال أبو حاتم رضي الله عنه : كان أبو بكر بن عياش من الحفاظ المتقنين ، يروي عن : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وقد روى عنه : ابن المبارك وأهل العراق ، وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه ، وذلك أنه لما كبر سنه ساء حفظه فكان يهم إذا روى ، والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر ، فلو كثر خطاءه حتى كان الغالب على صوابه لا يستحق مجانبة رواياته ، فأما عند الوهم يهم أو الخطأ يخطئ لا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وصحة سماعه ، وكان شريك يقول : رأيت أبا بكر بن عياش عند أبي إسحاق السبيعي يأمر وينهى كأنه رب بيت ، وكان أبو بكر صام [ ص: 670 ] سبعين سنة وقامها ، وكان لا يعلم له بالليل نوم ، ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة مع هارون الرشيد في شهر واحد ، وكان مولى لبني أسد مولى بني واصل بن حيان الأسدي الأحدب ، وكان مولده سنة خمس أو ست وتسعين ، والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه ، والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم ؛ لأنه داخل في جملة أهل العدالة ، ومن صحت عدالته لم يستحق القدح ولا الجرح إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح ، وهكذا حكم كل محدث ثقة صحت عدالته وتبين خطاؤه .

التالي السابق


الخدمات العلمية