، من أهل أبو بكر بن عياش الكوفة ، من عبادهم ، اختلفوا في اسمه فمنهم من زعم أن اسمه كنيته، ومنهم من زعم أن اسمه : شعبة ، ومنهم [ ص: 669 ] من زعم أن اسمه عبد الله ، والصحيح أن اسمه كنيته ، حدثنا الحسن بن سفيان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن شبوية ، حدثني أبي ، عن الفضل بن موسى قال : قلت لأبي بكر بن عياش : ما اسمك؟ قال : ولدت وقد قسمت الأسماء ، قال رضي الله عنه : كان أبو بكر بن عياش من الحفاظ المتقنين ، يروي عن : أبو حاتم ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وقد روى عنه : ويحيى بن سعيد الأنصاري وأهل العراق ، وكان ابن المبارك يحيى القطان يسيئان الرأي فيه ، وذلك أنه لما كبر سنه ساء حفظه فكان يهم إذا روى ، والخطأ والوهم شيئان لا ينفك عنهما البشر ، فلو كثر خطاءه حتى كان الغالب على صوابه لا يستحق مجانبة رواياته ، فأما عند الوهم يهم أو الخطأ يخطئ لا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وصحة سماعه ، وكان وعلي بن المديني يقول : رأيت أبا بكر بن عياش عند أبي إسحاق السبيعي يأمر وينهى كأنه رب بيت ، وكان أبو بكر صام [ ص: 670 ] سبعين سنة وقامها ، وكان لا يعلم له بالليل نوم ، ومات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة مع هارون الرشيد في شهر واحد ، وكان مولى لبني أسد مولى بني واصل بن حيان الأسدي الأحدب ، وكان مولده سنة خمس أو ست وتسعين ، والصواب في أمره مجانبة ما علم أنه أخطأ فيه ، والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم ؛ لأنه داخل في جملة أهل العدالة ، ومن صحت عدالته لم يستحق القدح ولا الجرح إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح ، وهكذا حكم كل محدث ثقة صحت عدالته وتبين خطاؤه . شريك