115 - قال: " ابن مسعود من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل، فليسمعه من " فأخبرنا أن سماعه من القارئ، وهو -رضي الله عنه- ، وعندهم سماعه من الله تعالى، ولو كنا سامعين من الله تعالى لكان هو المتولي لخطابنا بنفسه، ولو كان هو المتولي لبطلت الرسالة جملة، واستغنى الخالق بسماع كلامه عن الرسول، ولو كنا سامعين من الله تعالى لكان الكل كليم الجبار، ولم يختص ابن مسعود موسى -عليه السلام- بذلك، ولو كنا سامعين من الله تعالى لكانت مطالبة الرسل بإظهار المعجزات تعنتا لهم، لأنا قد علمنا صدقهم ضرورة، ولأن كل سامع إذا رجع إلى نفسه علم أن ما يفهمه بالسماع، إنما هو من جهة التالي لا غيره، وهذا أمر لا ينكره أحد من العلماء، ولأنا لو كنا سامعين لشيئين: أحدهما: كلام الله، والثاني: قراءة القارئ لوقع الفرق بين كلام الله وبين قراءتنا، كما يقع لنا الفرق بين [ ص: 265 ] صوت البوق وبين صوت المزمار، ولأنا إذا رجعنا إلى أنفسنا علمنا ضرورة أنا لا نسمع إلا شيئا واحدا، وهو قراءة القرآن، فثبت أنه هو المسموع لا غيره.