الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

في وجوب طاعة الله  

أخبرنا أبو الفضايل بن يونس ، أنا محمد بن عبد الله العطار ، نا أبو الفضل العباس بن إبراهيم ، نا أبو عبد الله الصالحاني ، نا محمد بن يوسف البنا قال: (واعلم أن السنة الاتباع، وهو اتباع طاعة الله، واتباع أهل طاعة الله، فاتباع طاعة الله: اتباع أمر الله -عز وجل- ونهيه، وأوجب الله -عز وجل- في طاعته، طاعة المطيعين له وهم الأنبياء -عليهم السلام- في كل زمان، [ ص: 273 ] آدم -عليه السلام- فمن بعده إلى النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا الدعاة إلى الله، والأدلاء على طاعته، يبشر الأول الآخر، ويصدق الآخر الأول. كل نبي يدعو إلى ما أمر الله -عز وجل- به، وشرع له، فافترض الله -عز وجل- على العباد طاعتهم، وجعل حجته على عباده حتى كان آخرهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، فافترض الله على العباد طاعته، فقال -عز وجل-: محمد رسول الله ، وقال -عز وجل-: من يطع الرسول فقد أطاع الله ، وقال -عز وجل-: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ، وقال -عز وجل-: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم مع آيات كثيرة، فبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسالات ربه، وبالغ في النصيحة حتى توفاه الله -عز وجل-؛ فندبنا الله -عز وجل- إلى طاعة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وطاعة العلماء من بعده، فوجب على العباد طاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمر الله -عز وجل-، ووجب على العباد طاعة العلماء الذين أمر الله -عز وجل- بطاعتهم في قوله -عز وجل-: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ، وأولو الأمر هم: أولو العلم وأولو الخير والفضل الذين دل عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأفضل العلماء بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأفضل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان ، ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، ثم الأكابر، فلم يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من الدنيا حتى أشار إلى من أشار من أصحابه، وأمر الأمة بطاعتهم.

125 - فقال -صلى الله عليه وسلم-: " اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر ، وعمر   ".

[ ص: 274 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية