فصل
قال ومما يبين لأهل العقل أن هشام بن عمار: ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحاديث: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص،
[ ص: 154 ] 93 - أن الحياء من الإيمان.
94 - وأن حسن العهد من الإيمان.
95 - وأن للإيمان عرى، وأوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله .
قالوا: وأن للإيمان أركانا، ودعائم، وذروة، وحقيقة، ومحبة، [ ص: 155 ] وصريحا، وصدقا، وبرا، وحلاوة، وزينة، ولباسا، وشطرا.
فمن أركانه: التسليم لأمر الله، والرضى بقدر الله، والتفويض إلى الله، والتوكل على الله.
ومن دعائمه: الصبر، واليقين، والعدل، والجهاد.
وصريح الإيمان: أن يصل من قطعه، ويعطي من حرمه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن إلى من أساء إليه.
وذروته: أن يكون الفقر أحب إليه من الغنى، والتواضع أحب إليه من الشرف، وأن يكون ذامه وحامده في الحق عنده سواء .
96 - ما روي ثلاث من كن فيه فقد استوجب حقيقة الإيمان: حب المرء في الله، وأما استكماله.
[ ص: 156 ] 97 - فما روي: لا يستكمل العبد الإيمان كله حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وحتى يقدم الصلاة في اليوم الدجن، وحتى يجتنب الكذب في مزاحه.
98 - وما روي: لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن لسانه. وأما طعم الإيمان.
99 - فأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، ولا يقول: لولا ولو أن، ويدع المراء وهو محق، ويدع الكذب في المزاح. روي ذلك عن - رضي الله عنه - . ابن مسعود
وأما محض الإيمان
100 - فما روي أنهم قالوا: يا رسول الله إن أحدنا ليحدث نفسه بالشيء ما يحب أن يتكلم به، قال: " ذلك محض الإيمان "
وأما صدق الإيمان وبره
[ ص: 157 ] فما روي عن قال: من صدق الإيمان وبره إسباغ الوضوء في المكاره، ومن صدق الإيمان وبره أن يخلو الرجل بالمرأة الحسناء فيدعها لا يدعها إلا لله. عبيد بن عمير
وأما لباسه فالتقوى ؛ روي ذلك عن وهب بن منبه.
وأما حلاوته
101 - فروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يلقى في النار ".
(وأما شطر الإيمان)
102 - فما روي عن - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أبي مالك الأشعري " الطهور شطر الإيمان " وفي رواية: " إسباغ الوضوء شطر الإيمان، والحمد لله يملأ الميزان، والتكبير والتسبيح يملأ السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها، أو موبقها ".
وأما نصف الإيمان.
[ ص: 158 ] 103 - فروي عن عبد الله - رضي الله عنه - الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله.