فصل
ذكر التابعين من أهل مكة والمدينة والكوفة والبصرة الذين قالوا القرآن كلام الله
قال: أخبرنا ، أنا هبة الله عبيد الله بن محمد المقري ، نا أحمد بن خلف ، نا ، نا ابن جرير محمد بن أبي منصور الآملي ، نا الحكم بن محمد أبو مروان الآملي ، نا قال: سمعت ابن عيينة عمرو بن دينار يقول: أدركت مشايخنا والناس منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كلام الله، منه بدا وإليه يعود.
وروى ، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن عمار بن الحارث ، نا أبو مروان الطبري بمكة ، وكان فاضلا، نا ، عن سفيان بن عيينة عمرو بن دينار قال: سمعت مشيختنا منذ سبعين سنة يقولون: القرآن كلام الله، غير مخلوق .
[ ص: 337 ] قال محمد بن عمار : ومن مشيخته إلا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ابن عباس وجابر -رضي الله عنهما-، وذكر جماعة.
قال : وقد لقي هبة الله عمرو بن دينار من تقدم ذكره من الصحابة، وممن جالس من التابعين ولقيهم، وأخذ منهم من علماء مكة من علية التابعين: ، عبيد بن عمير وعطاء ، ، وطاوس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير وعكرمة ، وجابر بن زيد ، فهؤلاء أصحاب -رضي الله عنه-. ابن عباس
ومن أهل المدينة : ، سعيد بن المسيب ، وعروة بن الزبير ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وسالم بن عبد الله بن عمر وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، [ ص: 338 ] وابنه محمد بن علي ، ونافع بن جبير بن مطعم في خلق كثير يكثر تعدادهم.
وأما أهل البصرة : فروي عن الحسن ، ، وسليمان التيمي . وأيوب السختياني
ومن أهل الكوفة : ، سليمان الأعمش . وقال وحماد بن أبي سليمان : لما أن جاءت المحنة إلى أبو بكر بن أبي شيبة الكوفة قال : الق أحمد بن يونس فقل له: فلقيت أبا نعيم ، فقال لي: إنما هو ضرب الأسياط. قال أبا نعيم ابن أبي شيبة : فقلت: ذهب حديثنا عن هذا الشيخ، فقيل ، فقال: لأبي نعيم وإنما قال هذا قوم من أهل البدع كانوا يقولون: لا بأس برمي [ ص: 339 ] الجمار بالزجاج، ثم أخذ زره فقطعه، ثم قال: رأسي أهون علي من زري. أدركت ثلثمائة شيخ كلهم يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق،
وقال : لما امتحن أحمد بن سنان ، أبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن يونس وأصحابه ثبت أبو نعيم ، وقال: لقيت سبعمائة شيخ، ذكر ، الأعمش وسفيان وجماعتهم، ما سمعت أحدا منهم قال ذا القول، يعني: خلق القرآن إلا رجل واحد.
وقال : سفيان بن عيينة عمرو بن دينار يقولون: القرآن الكريم كلام الله ليس بمخلوق. أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة منهم:
ولقد لقي نحوا من مائتي نفس من التابعين من العلماء، وأكثر من ثلثمائة من أتباع التابعين من أهل الحرمين ابن عيينة والكوفة والبصرة والشام ومصر واليمن .
وقال : سمعت الناس منذ تسعة وأربعين عاما يقولون: عبد الله بن المبارك . من قال: القرآن مخلوق؛ فامرأته طالق ثلاثا بتة
[ ص: 340 ] قال هبة الله: (وقد) لقي جماعة من التابعين مثل: عبد الله بن المبارك ، سليمان التيمي وغيرهما، وليس في الإسلام في وقته أكثر رحلة منه، وأكثر طلبا للعلم، وأجمعهم له، وأجودهم معرفة به، وأحسنهم سيرة، وأرضاهم طريقة، ولعله يروي عن ألف شيخ من أتباع التابعين، فأي إجماع يكون أقوى من هذا!. وحميد الطويل