الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
311 - أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد ، نا علي بن سهل بن المغيرة .

قال أبو عبد الله : وحدثنا عمر بن الربيع ، نا يوسف بن يزيد قالا: نا سعيد بن أبي مريم ، نا يحيى بن أيوب ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف   ".

[ ص: 469 ] قال أبو عبد الله : قال محمد بن نصر "(و) لا خلاف بين المسلمين في أن الأرواح التي في آدم وبنيه وعيسى ومن سواه من بني آدم كلها مخلوقة، الله خلقها وأنشأها وكونها واخترعها، ثم أضافها إلى نفسه، كما أضاف سائر خلقه ". قال الله -عز وجل-: وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه .

قال محمد بن نصر : تأول صنف من الزنادقة وصنف من الروافض في روح آدم ما تأولته النصارى في روح عيسى -عليه السلام-، وما تأول قوم في أن النور والروح انفصلا من ذات الله -عز وجل- فصارا في المؤمن، فعبد صنف من النصارى عيسى ومريم جميعا؛ لأن عيسى عندهم روح من الله صار في مريم فهو غير مخلوق عندهم.

أخبرنا أحمد بن أبي الفتح ، أنا محمد بن علي الجوزجاني قال: قال أبو عبد الله : بيان آخر يدل على أن الروح والجسد يعاقبان جميعا، وأنها يتخاصمان بين يدي الله -عز وجل-.

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الصوفي بمكة ، نا علي بن عبد العزيز ، نا أحمد بن يونس ، نا أبو بكر بن عياش ، عن أبي سعد سعيد بن المرزبان البقال ، عن عكرمة ، عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى يخاصم [ ص: 470 ] الروح الجسد،  فيقول الروح: يا رب، إنما كنت روحا منك جعلتني في هذا الجسد فلا ذنب لي، ويقول الجسد: يا رب، كنت جسدا خلقتني ودخل في هذا الروح مثل النار فبه كنت أقوم، وبه كنت أقعد، وبه أذهب، وبه أجيء؛ فلا ذنب لي. قال: فيقال: إنا نقضي بينكما، أخبرانا عن أعمى ومقعد دخلا حائطا فقال المقعد للأعمى: إني أرى ثمرا فلو كانت لي رجلان لتناولت، فقال الأعمى: أنا أحملك على رقبتي، قال: فحمله فتناول من الثمر، فأكلا جميعا فعلى من الذنب؟ قالا: عليهما جميعا، فقال: قضيتما على أنفسكم .

التالي السابق


الخدمات العلمية