الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال أهل السنة: الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم عز وجل  قوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة

قال أهل اللغة: النظر إذا قرن بالوجه، وعدي بحرف الجر اقتضى نظر العين، قال الشاعر:


(انظر إلي بوجه لا خفاء به أريك تاجا على سادات عدنان)

223 - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أسألك لذة النظر إلى وجهك ".  والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسأل سؤالا يستحيل، لأن الله تعالى لا يبعث نبيا إلا هو عالم بما يجري عليه.

واحتج المعتزلة بقوله تعالى: لا تدركه الأبصار وقوله: [ ص: 251 ] لن تراني . وليس لهم في ذلك حجة لأن معنى لا تدركه الأبصار: تراه ولا تحيط به وهو يدرك الأبصار، أي يراها، ويحيط بها هكذا قاله جماعة من السلف.

وقال بعض العلماء: نفي الإدراك لا يكون إلا عن رؤية يقال: لم يدرك فلان العلم، أي نال منه ولم ينل جميعه.

وقوله: لن تراني يعني في الدنيا فإن قيل: لن لنفي الأبد فالجواب: أن لن ليست لنفي الأبد، والدليل عليه قوله تعالى: ولن يتمنوه أبدا . ومعلوم أنهم إذا حصلوا في النار تمنوا الموت. والدليل على من قال: إن الكفار لا يرون ربهم عز وجل: قوله تعالى: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون   .

[ ص: 252 ] ولأنهم لو رأوه لساووا المؤمنين في منزلتهم. وقد قال الله عز وجل: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون .

التالي السابق


الخدمات العلمية