الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
غير أن لسنته وجهين  كما قال مكحول: بعضها لازمه ولا يجوز تركها، وتركها ضلال لكل عامد راغب عنها مثل:

المسح على الخفين، الوتر، والركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد الظهر، والركعتين بعد المغرب، والتسبيحات في الركوع والسجود، وما أشبهها في الوضوء، والصلاة، والزكاة والصيام، والحج تركها عمدا خلاف وضلال ومعاندة للرسول - صلى الله عليه وسلم -.

ومنها ما هو فضيلة، وأدب الاختيار فيها الأخذ بها على كل حال، وتركها من غفلة أو سهو أو عجز من غير استخفاف بها وتهاون، فالرجاء أن لا تبعة على صاحبها في الدنيا ولا في الآخرة مثل:



287 - نهيه عن القرآن بين التمرتين.

288 - وأن لا يبزق أحد عن يمينه.

289 - ومثل قوله: "إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه".  

290 - "ولا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون، وغطوا آنيتكم وأطفئوا مصابيحكم بالليل".  

وما أشبه ذلك فلا يجوز على حال ترك شيء منها دق أو جل [ ص: 306 ] على عمد استخفافا بها، ورغبة عنها، فمن فعل ذلك معاندة لأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو الضال الممقوت في الدنيا المعذب في الآخرة إلا أن يعفو الله عنه

التالي السابق


الخدمات العلمية