الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
404 - وفي رواية العدوي عن حذيفة عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يجمع الأولون والآخرون في صعيد واحد، ففظع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم - عليه السلام -، والعرق يكاد أن يلجمهم، فقالوا: يا آدم أنت أبو البشر، وأنت اصطفاك الله، اشفع لنا إلى ربك. فقال: لقد لقيت مثل ما لقيتم فانطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم نوح: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين فينطلقون إلى نوح فيقولون: يا نوح: اشفع لنا إلى ربك فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك، ولم يدع على الأرض من الكافرين ديارا. فيقول: ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله أعده خليلا، فيأتون إبراهيم فيقول ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى موسى فإن الله كلمه تكليما فيقول موسى: ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى عيسى ابن مريم فإنه يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الموتى فيقول عيسى: ليس ذاكم عندي، ولكن انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، انطلقوا إلى [ ص: 397 ] محمد - صلى الله عليه وسلم – فيشفع لكم إلى ربكم فأنطلق فآتي جبريل فيأتي جبريل ربه عز وجل فيقول: ائذن له وبشره بالجنة قال: فأنطلق فأخر له ساجدا قدر جمعة ثم يقول الله تبارك وتعالى: ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع قال: أذهب لأقع ساجدا قال: فيأخذ جبريل بقبعيه فيفتح الله علي من الدعاء شيئا لم يفتحه على بشر فأقول: "أي رب جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال: ادعوا الأنبياء فيجيء النبي ومعه العصابة، والنبي معه الخمسة والستة، والنبي ليس معه أحد ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أراد فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله عز وجل: أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا. قال فيدخلون الجنة.  

التالي السابق


الخدمات العلمية