فصل في مذهب أهل السنة
أهل السنة يعتقدون أن الله وحده لا شريك له، ولا مثيل له، وأنه لم يزل متصفا بصفاته الحسنى، وأنه سميع بسمع، بصير ببصر، عليم بعلم، متكلم بكلام، والقرآن كلامه غير مخلوق مقروءا، أو مكتوبا، ومحفوظا، ومسموعا كيف ما وصف وإلى أي شيء أضيف وهو تعالى على العرش كما قال تعالى: الرحمن على العرش استوى وأنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كما جاء في الحديث، وله صفات كما جاء في القرآن والأخبار الصحاح مثل الوجه كما قال عز وجل: كل شيء هالك إلا وجهه وقال: ويبقى وجه ربك وفي الحديثين.
414 - "أعوذ بوجهك" فمن شبه وجهه بوجه المخلوقين فقد ضل وكفر، ومن أنكر وجهه فقد عطل وكفر، ولله يدان كما قال: لما خلقت بيدي وقال: بل يداه مبسوطتان وفي الحديث.
[ ص: 405 ] 415 - "وخلق آدم بيديه"
416 - وقال - صلى الله عليه وسلم -: "وكلتا يديه يمين" والصفات التي وردت بها الأخبار مثل الكف، والقدم، والأصبع، فإنه يجب إطلاق القول بها على ما ورد بها الخبر من غير أن يصور ذلك في الفكر، أو تخيل، أو توهم، وله رحمة، وغضب، وإرادة، ومشيئة يريد الطاعات، ويرضاها، ويريد المعاصي ولا يرضاها، وأن الله لم يزل مسميا نفسه خالقا ورازقا من غير أن يعتقد أن الخلق والرزق، كان في الأزل ويعتقد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول الله، وخيرته من خلقه، وبعثه بشيرا ونذيرا، وأن تصرفاته، وأفعاله كلها حجة لنا، [ ص: 406 ] ودلالة، ويعتقدون أن الجنة والنار خلقتا للبقاء، ولا يفنيان أبدا.
والمؤمنون كلهم يرون الله بغير حجاب، ويكلمهم بلا ترجمان، ويؤمنون بملائكة الله، وكتبه، ورسله، وبالقدر خيره، وشره، وبسؤال القبر، والشفاعة، والحوض، والميزان، والصراط على متن جهنم، ومرور الخلق كلهم عليه، وأن من عصى من المؤمنين يدخل النار، ثم يخرج منها إذا كان موته على الإيمان.