الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

492 - أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الوهاب ، أخبرنا أبو الحسن بن عبد كوية ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ، حدثنا علي بن قرة بن حبيب القناد ، حدثنا أبي، حدثنا أبو [ ص: 471 ] كعب صاحب الحرير قال: سألت النضر بن أنس قلت: حدثني بحديث ينفعني الله به، قال: نعم، أحدثك بحديث كتب إلينا من المدينة قال أنس - رضي الله عنه -: احفظوا هذا فإنه من كنوز الحديث، قال: غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - فسار ذلك اليوم إلى الليل فلما كان الليل نزل وعسكر الناس، ونام هو وأبو طلحة زوج أم أنس وفلان وفلان، أربعة، فتوسد النبي - صلى الله عليه وسلم - يد راحلته ثم نام، ونام الأربعة إلى جنبه، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - عند راحلته فذهبوا يلتمسون النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقوه مقبلا. فقالوا: جعلنا الله فداك، أين كنت؟ فزعنا لك لم نرك؟ قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: "كنت نائما حيث وأنتم فسمعت في نومتي دويا كدوي الرحا، أو هزيزا كهزيز الرحا، ففزعت في منامي فوثبت فمضيت حتى استقبلني جبريل - عليه السلام - فقال: يا محمد إن الله عز وجل بعثني إليك الساعة لأخيرك فاختر: إما أن يدخل نصف أمتك الجنة، وإما الشفاعة يوم القيامة فاخترت الشفاعة لأمتي. فقال النفر الأربعة: يا نبي الله اجعلنا ممن تشفع لهم؟ فقال: وجبت لكم"، ثم أقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - والأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا: أين كان نبينا نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - قال: فحدثهم بالذي حدث القوم. فقالوا: جعلنا الله فداك اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة؟ قال: "وجبت لكم" قالوا فجاءوا جميعا إلى عظم الناس فنادوا في الناس: أين نبينا نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - فحدثهم بالذي حدث القوم فنادوا بأجمعهم، أي جعلنا الله فداك اجعلنا ممن تشفع [ ص: 472 ] لهم يوم القيامة، ثم نادى ثلاثا: "إني أشهد الله، وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله شيئا"، قالها ثلاثا.  

التالي السابق


الخدمات العلمية