[ المسألة السادسة ]

[ هل تتكرر الكفارة بتكرر الإفطار ]

وأما المسألة السادسة - وهي تكرر الكفارة بتكرر الإفطار - : فإنهم أجمعوا على أن nindex.php?page=treesubj&link=27713من وطئ في يوم رمضان ثم كفر ثم وطئ في يوم آخر أن عليه كفارة أخرى ، وأجمعوا على أنه nindex.php?page=treesubj&link=2522من وطئ مرارا في يوم واحد أنه ليس عليه إلا كفارة واحدة .

واختلفوا فيمن وطئ في يوم من رمضان ولم يكفر حتى وطئ في يوم ثان ، فقال مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وجماعة : عليه لكل يوم كفارة ، وقال أبو حنيفة وأصحابه : عليه كفارة واحدة ما لم يكفر عن الجماع الأول .

والسبب في اختلافهم : تشبيه الكفارات بالحدود ، فمن شبهها بالحدود قال : كفارة واحدة تجزئ في ذلك عن أفعال كثيرة ، كما يلزم الزاني جلد واحد ، وإن زنى ألف مرة إذا لم يحد لواحدة منها . ومن لم يشبهها بالحدود جعل لكل واحد من الأيام حكما منفردا بنفسه في هتك الصوم فيه أوجب في كل يوم كفارة .

[ ص: 256 ] قالوا : والفرق بينهما أن الكفارة فيها نوع من القربة ، والحدود زجر محض .

[ الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ ]

[ هَلْ تَتَكَرَّرُ الْكَفَّارَةُ بِتَكَرُّرِ الْإِفْطَارِ ]

وَأَمَّا الْمَسْأَلَةُ السَّادِسَةُ - وَهِيَ تُكَرَّرُ الْكَفَّارَةِ بِتَكَرُّرِ الْإِفْطَارِ - : فَإِنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=27713مَنْ وَطِئَ فِي يَوْمِ رَمَضَانَ ثُمَّ كَفَّرَ ثُمَّ وَطِئَ فِي يَوْمٍ آخَرَ أَنَّ عَلَيْهِ كَفَّارَةً أُخْرَى ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّهُ nindex.php?page=treesubj&link=2522مَنْ وَطِئَ مِرَارًا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ أَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا كَفَّارَةٌ وَاحِدَةٌ .

وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ وَطِئَ فِي يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ وَلَمْ يُكَفِّرْ حَتَّى وَطِئَ فِي يَوْمٍ ثَانٍ ، فَقَالَ مَالِكٌ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيُّ وَجَمَاعَةٌ : عَلَيْهِ لِكُلِّ يَوْمٍ كَفَّارَةٌ ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ : عَلَيْهِ كَفَارَّةٌ وَاحِدَةٌ مَا لَمْ يُكَفِّرْ عَنِ الْجِمَاعِ الْأَوَّلِ .

وَالسَّبَبُ فِي اخْتِلَافِهِمْ : تَشْبِيهُ الْكَفَّارَاتِ بِالْحُدُودِ ، فَمَنْ شَبَّهَهَا بِالْحُدُودِ قَالَ : كَفَارَّةٌ وَاحِدَةٌ تُجْزِئُ فِي ذَلِكَ عَنْ أَفْعَالٍ كَثِيرَةٍ ، كَمَا يَلْزَمُ الزَّانِيَ جَلْدٌ وَاحِدٌ ، وَإِنْ زَنَى أَلْفَ مَرَّةٍ إِذَا لَمْ يُحَدَّ لِوَاحِدَةٍ مِنْهَا . وَمَنْ لَمْ يُشَبِّهْهَا بِالْحُدُودِ جَعَلَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْأَيَّامِ حُكْمًا مُنْفَرِدًا بِنَفْسِهِ فِي هَتْكِ الصَّوْمِ فِيهِ أَوْجَبَ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَفَّارَةً .

[ ص: 256 ] قَالُوا : وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْكَفَّارَةَ فِيهَا نَوْعٌ مِنَ الْقُرْبَةِ ، وَالْحُدُودُ زَجْرٌ مَحْضٌ .