[ ص: 294 ]  196 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ؛ ما مراده بذلك القيراط ؟ 
 1256  - حدثنا  يونس  قال : حدثنا  ابن وهب  قال : حدثني حرملة بن عمران التجيبي  ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري  قال : سمعت  أبا ذر  رضي الله عنه يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ؛ فإن لهم ذمة ورحما . فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها . 
قال : فمر بربيعة  وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة  يتنازعان في موضع لبنة ، فخرج منها   . 
فقال قائل : كيف تقبلون هذا وأنتم تجدون ذكر القيراط جاريا على ألسن الناس جميعا ومذكورا في سائر البلدان سوى البلد الذي أضيف ذلك القيراط في هذا الحديث إلى أهله ، وتجدون ذكره أيضا في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر . 
 [ ص: 295 ] 
 1257  - ما قد حدثنا  الربيع بن سليمان الجيزي  قال : حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي  قال : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد  ، عن  جده  ، عن  أبي هريرة  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : نعم ، كنت أرعى بالقراريط   . 
ومن ذلك ما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - فيمن مشى مع جنازة حتى يصلى عليها أن له قيراطا ، وأنه إن انتظر دفنها كان له قيراطان . 
وسنذكر ذلك بأسانيده في موضع غير هذا فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله . 
ومن ذلك ما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - : من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد نقص من أجره كل يوم قيراط  . وسنذكر ذلك أيضا فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله . 
 [ ص: 296 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله جل وعز وعونه أن الناس جميعا في سائر البلدان في ذكر القيراط كما وصف ، والقيراط المراد في حديث  أبي ذر  الذي روينا ليس من هذه القراريط المذكورات في هذه الآثار في شيء ، وإنما هو شيء موجود في كلام أهل تلك المدينة  التي وعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بافتتاحها ، وذكر لهم أهلها ورحمهم به وأوصاهم بهم خيرا وهي مصر   . 
وموجود في كلام أهلها : أعطيت فلانا قراريطه - إذا سمعه ما يكرهه وإذا خاطبه بما لا يحب مخاطبته به ، ويحذر بعضهم بعضا فيقول : اذهب عني ، لا أعطيك قراريطك ، يعني : سبابك وإسماعك المكروه الذي لا تحب أن تسمعه . 
وليس هذا بموجود في كلام أهل مدينة سوى أهل مصر  ، فكان إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ذلك منهم ، ووعده إياهم بفتح مدينتهم التي يذكرون ذلك فيها ، وأن أيديهم ستقع عليها حتى يكونوا ذمة لهم وحتى يستعملوا فيهم ما أمرهم باستعماله فيهم ، وكان ذلك من أعلام النبوة ، وبالله التوفيق . 
				
						
						
