[ ص: 14 ] 2 - باب بيان ما أشكل علينا مما قد روي عنه عليه السلام من العشر الخواتم من سورة آل عمران التي تلاها في ليلة عند استيقاظه من نومه وما روي عنه في ذلك
11 - حدثنا ، أخبرنا يونس أن ابن وهب أخبره ... وما قد حدثنا مالكا ، حدثنا إسماعيل المزني ، قال : أخبرنا محمد بن إدريس الشافعي ، عن مالك ، عن مخرمة بن سليمان أن { كريب أخبره : ابن عباس زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته ، قال : فاضطجعت في عرض الوسادة ، واضطجع رسول صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها ، فنام حتى إذا انتصف الليل - أو قبله بقليل ، أو بعده بقليل - استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه ، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ، ثم قام إلى شن معلقة ، فتوضأ منها ، فأحسن وضوءه ، ثم قام يصلي . ميمونة
قال : فقمت ، فصنعت مثل ما صنع ، ثم ذهبت ، فقمت إلى جنبه ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي ، وأخذ بأذني يفتلها ، فصلى ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم ركعتين ، ثم أوتر ، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن ، فصلى ركعتين خفيفتين ، ثم خرج ، فصلى الصبح ابن عباس أنه بات عند } .
[ ص: 15 ] فلم نقف بهذا الحديث على أول العشر الآيات التي قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتجنا إلى الوقوف على حقيقتها إذ كان القراء من أهل المدينة ، ومن أهل الكوفة يذهبون إلى أن أولها هو قوله : الذين يذكرون الله قياما وقعودا ، وإذ كان القراء من أهل الشام يعدونها إن في خلق السماوات والأرض .
فالتمسنا حقيقة ذلك .
12 - فوجدنا قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، ووجدنا أبو أحمد محمد بن عبد الله الأسدي قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، ووجدنا شبابة بن سوار فهدا قد حدثنا ، قال : حدثنا ، قالوا : حدثنا أبو نعيم ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن المنهال بن عمرو ، عن علي بن عبد الله بن عباس ، قال : { أبيه العباس أن أبيت بآل رسول الله الليلة ، وتقدم إلي أن لا تنام حتى تحفظ لي صلاة رسول الله عليه السلام قال : فصليت مع رسول الله عليه السلام العشاء ، فلما قضى صلاته ، وانصرف الناس ، فلم يبق في المسجد أحد غيري ، قال النبي : من هذا ؟ فقال : [ ص: 16 ] أعبد الله ؟ قلت : نعم ، قال : فمه ؟ قلت : أمرني العباس أن أبيت بكم الليلة ، قال : فالحق إذا ، قال : فدخلت مع النبي عليه السلام ، فقال : افرش عبد الله ، فأتيت بوسادة من مسوح حشوها ليف ، فنام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ، ثم استوى على فراشه قاعدا ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، وقال : سبحان الله القدوس ثلاث مرات ، وقرأ هذه الآية من آخر سورة آل عمران إن في خلق حتى ختم السورة أمرني } .
13 - ووجدنا أحمد بن داود البصري قد حدثنا ، قال : حدثنا ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، عن أبو عوانة ، عن حصين ، عن حبيب بن أبي ثابت محمد بن علي ، أخبرني ، عن أبي قال : { ابن عباس إن في خلق السماوات والأرض الآية ، ثم صلى ركعتين ، فأطال فيهما القيام والركوع والسجود ، ثم نام حتى نفخ ، ثم قام ، فأخذ السواك ، فاستاك ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، فقال : إن في خلق السماوات والأرض إلى آخر الآية ، ففعل ذلك ثلاث مرات ، ثم قام ، فأوتر بثلاث ركعات بت عند النبي عليه السلام ، فقام ، أخذ سواكه ، ثم توضأ ، ثم رفع رأسه إلى السماء وهو يقول : } .
14 - ووجدنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري قد حدثنا قال : [ ص: 17 ] حدثنا ، حدثنا سعيد بن منصور ، أخبرنا هشيم ، ثم ذكر بإسناده مثله . حصين
فوقفنا بهذا الحديث على أن أول العشر الآيات من آخر سورة آل عمران ، هو كما في عدد الشاميين ، وموافقة إياهم على ذلك . ابن عباس
ثم وجدنا في حديث كريب من رواية ابن إسحاق موافقة ما في حديث علي بن عبد الله
15 - كما حدثنا ، حدثنا محمد بن جعفر البغدادي المعروف بابن الإمام عبيد الله بن سعد الزهري ، حدثنا عمي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، عن أبي ، عن ابن إسحاق ، سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع مولى آل الزبير ، كلاهما حدثني عن عن كريب ، قال : { ابن عباس العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحفظ له صلاته ، قال : فهب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل ، فتعار ببصره إلى السماء ، ثم تلا هؤلاء الآيات من سورة آل عمران : إن في خلق السماوات حتى انتهى إلى عشر منها ، ثم عاد لمضجعه ، فنام ، ثم هب ، ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى بعثني أبي } ، ثم ذكر بقية الحديث .
فعاد ما رواه كريب ، عن فيما ذكرنا إلى موافقة ما رواه ابن عباس علي بن عبد الله ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بما وصفناه ، والله نسأله التوفيق . ابن عباس
ومن ذلك :