[ ص: 144 ] 621 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه ونوم أصحابه عن صلاة الصبح حتى أيقظهم حر الشمس .
3978 - حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، عن حماد بن سلمة ، عن عمرو بن دينار . نافع بن جبير
عن أبيه بلال : أنا ، فاستقبل مطلع الشمس فضرب على آذانهم حتى أيقظهم حر الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فتوضأ وتوضؤوا ، ثم قعدوا هنيهة ، ثم صلوا ركعتي الفجر ، ثم صلوا الفجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقال : من يكلأ لنا الليلة لا ينام حتى الصبح ؟ فقال .
3979 - حدثنا ، قال : حدثنا ابن أبي داود إبراهيم بن الجراح ، قال : حدثنا ، عن أبو يوسف ، عن حصين بن عبد الرحمن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري .
عن قال : أبيه بلال : أنا أوقظكم ، فنزل القوم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته ، وألقي عليهم النوم ، فاستيقظ القوم وقد طلع حاجب الشمس ، فقال : أين ما قلت يا بلال ؟ فقال : يا رسول الله ، إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها إليكم حين شاء ، قال : فآذن الناس بالصلاة فآذنهم فتوضؤوا فلما ارتفعت الشمس صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر ، ثم صلى الفجر أسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة من غزواته ومن [ ص: 145 ] معه فقال بعض القوم : لو عرست . فقال : إني أخاف أن تناموا عن الصلاة . فقال .
3980 - حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا سعيد بن منصور ، قال : أخبرنا هشيم فذكر بإسناده مثله . حصين
[ ص: 146 ]
3981 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا ، قال : أخبرنا يزيد بن هارون ، عن حماد بن سلمة ، عن ثابت عبد الله بن رباح .
عن قال : أبي قتادة بلالا فأذن فصلينا ركعتين فأقام فصلى الغداة سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة - أو قال في سرية - فلما كان آخر السحر عرسنا فما استيقظنا حتى أيقظنا حر الشمس فجعل الرجل منا يثب دهشا فزعا فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا فارتحلنا من مسيرنا حتى ارتفعت الشمس ، ثم نزلنا فقضى القوم حاجتهم ، ثم أمر ، قال عبد الله فسمعني وأنا أحدث هذا الحديث في المسجد الجامع . فقال : من الرجل ؟ فقلت : أنا عمران بن حصين عبد الله بن رباح الأنصاري ، فقال : القوم أعلم بحديثهم انظر كيف تحدث فإني أحد السبعة تلك الليلة ، فلما فرغت قال : ما كنت أحسب أن أحدا يحفظ هذا الحديث غيري .
[ ص: 147 ] قال : وحدثنا حماد ، عن حميد الطويل ، عن بكر عبد الله بن رباح ، عن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . أبي قتادة
فكان في هذه الآثار تأخير رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح إلى ارتفاع الشمس ففي ذلك تسديد لقول من قال : إن الصلوات الفرائض لا تصلى عند طلوع الشمس ; لأن طلوع الشمس لو لم يكن يمنع من ذلك لما أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم قضاء الصلاة فيه إلى الوقت الذي أخرها إليه .
فقال قائل : فقد رويت لنا فيما تقدم من كتابك هذا عن عائشة أنها قالت : يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال : يا ، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي عائشة . فقال : ففي هذا الحديث أنه قد نام نوما ذهب عنه به الفهم بقلبه وفي ذلك نوم قلبه ، قال : وقد حقق ما قلنا .
3982 - فذكر ما قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو داود عباد بن ميسرة المنقري قال : سمعت ، قال : حدثنا أبا رجاء العطاردي قال : عمران بن الحصين أبو بكر رضي [ ص: 148 ] الله عنه فجعل يمنعهم أن يوقظوه ويقول : لعل الله عز وجل أن يكون قد احتبسه في حاجته ، فجعل أبو بكر يكبر حتى استيقظ عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نستيقظ إلا بحر الشمس فاستيقظ منا ستة ، ثم استيقظ .
قال : ففي هذا الحديث ما قد دخل أن عينيه كانتا قد نامتا وأن قلبه قد كان نام ; لأنه لو كان بقي له قلب لم يخالطه النوم لما خفي عليه استيقاظ من استيقظ من نومه قبله ولا احتاج إلى متابعة التكبير حتى يوقظه ذلك من نومه .
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن الأمر في ذلك ليس كما توهم وأن الذي كان عليه صلى الله عليه وسلم مما في حديث رضي الله عنها هو الذي كان عليه وهو علامة من علامات نبوته أبانه الله عز وجل بها عمن سواه من خلقه ، وأما نومه في الليلة التي نام فيها كنوم من سواه من الناس فكان لمعنى أراد الله عز وجل به أن يكون سببا لما يفعل من بعده في مثل تلك الحال والدليل على ذلك . عائشة
[ ص: 149 ]
3983 - ما قد حدثنا ، قال : حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو داود ، عن المسعودي ، عن جامع بن شداد أبي صخرة عبد الرحمن بن أبي علقمة .
عن رضي الله عنه قال : عبد الله بن مسعود عبد الله : أنا . قال النبي صلى الله عليه وسلم : إنك تنام ، فأعاد ثلاث مرات ، قال عبد الله : أنا . قال : أنت إذا ، فحرسهم فلما كان في وجه الصبح أدركني ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم أستيقظ إلا بالشمس في ظهورنا فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصنع كما كان يصنع للصلاة وصلى بنا ، ثم قال : لو شاء الله عز وجل أن لا تناموا لم تناموا ولكن أراد أن تكون سنة لمن بعدكم ، وهكذا لمن نام أو نسي لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة الحديبية نزل منزلا ، فقال : من يحرسنا الليلة ؟ قال .
3984 - وما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا ، ثم ذكر بإسناده مثله غير أنه قال : عن المسعودي عبد الرحمن بن علقمة ولم يقل: ابن أبي علقمة .
[ ص: 150 ]
3985 - وما قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي زافر بن سليمان ، عن ، عن شعبة ، عن جامع بن شداد عبد الرحمن بن علقمة ولم يقل: ابن أبي علقمة .
عن قال عبد الله بن مسعود بلال أنا قال إذا تنام فنام حتى طلعت الشمس واستيقظ فلان وفلان وفلان ، فقلنا : تكلموا حتى يستيقظ فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : افعلوا ما كنتم تفعلون ، وكذلك يفعل من نام أو نسي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فلما كنا بدهاس من الأرض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يكلؤنا الليلة ؟ قال . فكان ذلك النوم لهذا المعنى .
[ ص: 151 ] فقال هذا القائل: وأي حاجة كانت بهم إلى علم ذلك بما كان منه بعد استيقاظه من نومه لم يكونوا يعلمونه قبل ذلك ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنه قد يجوز أن يكونوا لم يكونوا يعني علموا كيف حكم الله عز وجل فيمن نام عن صلاة من الصلوات المكتوبات حتى خرج وقتها التي كانت تصلى فيه هل يصليها في غيره ؟ أو لا يصليها كما لا يصلي الجمعة في غير وقتها إذا لم يصليها في وقتها ؟ وإنه قد يجوز أيضا أن يكون فرض الله عز وجل لم يوجب عليه تلك الصلاة إذ كان وقتها الذي أمر أن يصليها فيه كان والقلم مرفوع عنه .
3986 - كما حدثنا ، قال : أخبرنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، عن جرير بن حازم ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان رضي الله عنهما . ابن عباس
عن عليه السلام ح . علي
3987 - وكما حدثنا ، قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا عفان ، عن حماد بن سلمة ، عن حماد ، عن إبراهيم . الأسود
عن رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عائشة رفع القلم عن ثلاث ، عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المجنون حتى يفيق ، فعلموا بذلك من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن [ ص: 152 ] [ ص: 153 ] قوله ما لم يكونوا علموه قبل ذلك ، فبان بحمد الله ونعمته أن لا تضاد في شيء من هذه الآثار وأن كل صنف منها لمعنى أريد به غير المعنى الذي يخالفه مما أريد به غيره منها ، والله عز وجل نسأله التوفيق .