[ ص: 355 ] 208 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : من انتهب فليس منا
1311 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا وهب بن جرير قال : سمعت أبي يحدث ، عن يعلى بن حكيم أبي لبيد قال : كابل مع عبد الرحمن بن سمرة ، فأصاب الناس غنما ، [ ص: 356 ] فانتهبوها فقال : من انتهب من هذا الغنم شيئا فليرده ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من انتهب فليس منا عبد الرحمن شهدت .
1312 - حدثنا قال : حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد قال : حدثنا أبو عمير الحارث بن عمير ، عن ، عن حميد ، عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : عمران بن الحصين من انتهب فليس منا .
[ ص: 357 ]
1313 - حدثنا قال : حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا عمرو بن خالد قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن أبو الزبير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جابر من انتهب نهبة فليس منا .
1314 - حدثنا قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا أبو عاصم قال : قال ابن جريج قال : أبو الزبير قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : جابر بن عبد الله من انتهب نهبة مشهورة فليس منا .
[ ص: 358 ]
1315 - وحدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن حميد الطويل ، عن الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عمران بن حصين من انتهب فليس منا .
1316 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود قالا : حدثنا وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال : حدثنا علي بن الجعد ، عن أبو جعفر الرازي الربيع بن أنس ، عن وحميد قال : أنس نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن النهبة ، وقال : من انتهب فليس منا .
[ ص: 359 ]
1317 - حدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا أبو نعيم ، عن أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله ، ولم يذكر أنس حميدا .
1318 - حدثنا فهد قال : حدثنا قال : حدثنا أبو غسان قال : حدثنا زهير قال : أنبأني سماك بن حرب ثعلبة بن الحكم أخو بني ليث أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بقدور فيها لحم غنم انتهبوها ، فأمر بها فأكفئت ، وقال : إن النهبة لا تحل .
قال : فاحتمل أن يكون ما في هذه الآثار على كل نهبة ، واحتمل أن يكون على خاص منها فتأملنا ذلك . أبو جعفر
1319 - فوجدنا بكار بن قتيبة قد حدثانا قالا : حدثنا وإبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ثور بن يزيد ، [ ص: 360 ] عن راشد بن سعد عبد الله بن لحي - قال : أبو جعفر عبد الله بن لحي هو أبو عامر الهوزني - ، عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحب الأيام إلى الله عز وجل يوم النحر ، ثم يوم القر . فقربت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدنات خمسا أو ستا فطفقن يزدلفن إليه بأيتها يبدأ ، فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفية لم أفقهها . فقلت للذي كان إلى جنبي : ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : قال : من شاء اقتطع .
1320 - حدثنا قال : حدثنا المزني ، عن الشافعي ، عن سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ناجية صاحب بدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : يا رسول الله ، كيف أصنع بما عدم من البدن ؟ قال : انحره ، ثم اغمس قلادته في دمه ، ثم اضرب بها صفيحته - هكذا قال ، وإنما هي صفحته - ثم [ ص: 361 ] خل بينه وبين الناس .
1321 - حدثنا قال : حدثنا المزني ، عن الشافعي ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، ولم يذكر أبيه ناجية أن صاحب هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا رسول الله ، كيف أصنع بما عطب من الهدي ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انحرها ، ثم ألق قلائدها في دمها ، ثم خل بين الناس وبينها يأكلونها .
قال : فكان في هذين الحديثين إباحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس الذين يحل لهم ذلك الهدي أخذ ما يجوز لهم أخذه من ذلك الهدي بغير قصد منه إلى ناس بأعيانهم ، وبغير قصد منه إلى مقدار من الهدي لمن يأخذه منهم . فعقلنا بذلك أن النهبة التي نهى عنها في الآثار الأول ونفى من فعلها أن يكون منه هي خلاف هذه النهبة ، وأنها نهبة ما لم يؤذن في نهبته ، والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - كان في ذلك ، وبالله التوفيق . أبو جعفر