سورة يونس
180 - إليه مرجعكم ، وفي هود : قوله تعالى : إلى الله مرجعكم ؛ لأن ما في هذه السورة خطاب للمؤمنين والكافرين جميعا ، يدل عليه قوله : [ ص: 139 ] ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا . . . الآية . وكذلك ما في المائدة : مرجعكم جميعا ؛ لأنه خطاب للمؤمنين والكافرين ، بدليل قوله : فيه مختلفون . وما في هود خطاب للكفار ، يدل عليه : وإن تولوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير .
181 - وإذا مس الإنسان الضر بالألف واللام ؛ لأنه إشارة إلى ما تقدم من الضر في قوله : قوله : ولو يعجل الله للناس الشر فإن الضر والشر واحد ، وجاء الضر في هذه السورة بالألف واللام ، وبالإضافة ، وبالتنوين .
182 - وما كانوا ليؤمنوا بالواو ؛ لأنه معطوف على قوله : " ظلموا " من قوله : قوله : لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات ، وفي غيرها بالفاء للتعقيب .
183 - فمن أظلم بالفاء لموافقة ما قبلها ، وقد سبق في الأنعام . قوله :
184 - قوله : ما لا يضرهم ولا ينفعهم سبق في الأعراف .
185 - فيما فيه يختلفون في هذه السورة ، وفي غيرها : فيما هم فيه يختلفون بزيادة " هم " لأن في هذه السورة تقدم قوله : فاختلفوا فاكتفى به عن إعادة الضمير .
186 - وفي الآية : بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض بزيادة " لا " وتكرار " في " ؛ لأن تكرار " لا " مع النفي كثير حسن ، فلما كرر " لا " ؛ كرر " في " ؛ تحسينا للفظ بالألف ؛ [ ص: 140 ] لأنه وقع في مقابلة أنجيتنا ، ومثله في سبإ في موضعين ، والملائكة .
187 - فلما أنجاهم بالألف ؛ لأنه في مقابلة قوله : أنجيتنا .
188 - فأتوا بسورة مثله ، وفي هود : قوله : بعشر سور مثله مفتريات ؛ لأن ما في هذه السورة تقديره : سورة مثل سورة يونس ، فالمضاف محذوف في السورتين ، وما في هود إشارة إلى ما تقدمها من أول الفاتحة إلى سورة هود ، وهو عشر سور .
189 - وادعوا من استطعتم في هذه السورة ، وكذلك في هود " 13 " ، وفي البقرة : قوله : شهداءكم ؛ لأنه لما زاد في هود السور ؛ زاد في المدعوين ، ولهذا قال في " سبحان " : قل لئن اجتمعت الإنس والجن ، مقترنا بقوله : بمثل هذا القرآن ، والمراد : به كله .
190 - ومنهم من يستمعون إليك بلفظ الجمع ، وبعده : قوله : ومنهم من ينظر إليك بلفظ المفرد ؛ لأن المستمع إلى القرآن كالمستمع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، بخلاف النظر ، فكان في المستمعين كثرة ، فجمع ليطابق اللفظ المعنى ، ووحد ينظر حملا على اللفظ ، إذا لم يكثر كثرتهم .
191 - ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا في هذه الآية فحسب ؛ لأن قوله قبله : قوله : ويوم نحشرهم جميعا ، وقوله : إليه مرجعكم جميعا يدلان على ذلك ، فاكتفى به .
192 - لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ؛ [ ص: 141 ] لأن التقدير فيها : لكل أمة أجل ، فلا يستأخرون ساعة إذا جاء أجلهم ، فكان هذا فيمن قتل قوله : ببدر . والمعنى : لم يستأخروا .
193 - ألا إن لله ما في السماوات والأرض . ذكر بلفظ " ما " في هذه الآية ، ولم يكرره ؛ لأن معنى " ما " ههنا : المال ، فذكر بلفظ " ما " دون " من " ، ولم يكررها بقوله قبله : قوله : ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض .
194 - ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض . ذكر بلفظ " من " وكرر ؛ لأن هذه الآية نزلت في قوم آذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنزلت : قوله : ولا يحزنك قولهم ، فاقتضى لفظ " من " ، وكرر ؛ لأن المراد : من في الأرض ههنا ، لكونهم فيها ، لكن قدم ذكر من في السماوات تعظيما ، ثم عطف من في الأرض على ذلك .
195 - ما في السماوات وما في الأرض ذكر بلفظ " ما " ، وكرر ؛ لأن بعض الكفار قالوا : قوله : اتخذ الله ولدا ، فقال سبحانه : له ما في السماوات وما في الأرض ، فكان الموضع موضع " ما " ، وموضع التكرار للتأكيد والتخصيص .
196 - ولكن أكثرهم لا يشكرون ، ومثله في النمل ، وفي البقرة ، ويوسف ، والمؤمن : " ولكن أكثر الناس لا يشكرون " ؛ لأن في هذه السورة تقدم قوله : ولكن أكثرهم لا يعلمون ، فوافقه ، وفي غيرها جاء بلفظ الصريح .
197 - وفيها أيضا في الأرض ولا في السماء ، فقدم الأرض لكون المخاطبين فيها ، ومثله في آل عمران ، وإبراهيم ، [ ص: 142 ] وطه ، والعنكبوت . قوله :
198 - وفيها : إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ، بناء على قوله : ومنهم من يستمعون إليك ، ومثله في الروم : إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون فحسب .
199 - قالوا اتخذ الله ولدا بغير واو ؛ لأنه اكتفى بالفاء عن الواو العاطف ، ومثله في البقرة على قراءة قوله : : " قالوا اتخذ الله ولدا " . ابن عامر
200 - فنجيناه سبق ، ومثله في الأنبياء والشعراء . قوله :
201 - قوله : كذبوا سبق ، وقوله : نطبع على قد سبق .
202 - من فرعون وملئهم بالجمع ، وفي غيرها : " وملئه " ؛ لأن الضمير في هذه السورة يعود إلى الذرية ، وقيل : يعود إلى القوم ، وفي غيرها يعود إلى فرعون . قوله :
203 - وأمرت أن أكون من المؤمنين ، وفي [ ص: 143 ] النمل : قوله : من المسلمين ؛ لأن ما قبله في هذه السورة : المؤمنين فوافقه ، وفي النمل وافق ما قبله وهو قوله : فهم مسلمون . وقد تقدم في يونس : وأمرت أن أكون من المسلمين .