سورة غافر
446 - قوله تعالى : أولم يسيروا في الأرض ما يتعلق بذكرها قد سبق .
447 - ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم ، وفي التغابن : قوله : بأنه كانت ؛ لأن هاء الكناية إنما زيدت لامتناع [ ص: 220 ] " أن " عن الدخول على كان ، فخصت هذه السورة بكناية المتقدم ذكرهم ، موافقة لقوله : كانوا هم أشد منهم قوة ، وخصت سورة التغابن بضمير الأمر والشأن توصلا إلى كان .
448 - فلما جاءهم بالحق في هذه السورة فحسب ؛ لأن الفعل قوله : لموسى ، وفي سائر القرآن الفعل للحق .
449 - إن الساعة لآتية ، وفي طه : قوله : آتية ؛ لأن اللام إنما تزاد لتأكيد الخبر ، وتأكيد الخبر إنما يحتاج إليه إذا كان المخبر به شاكا في الخبر ، فالمخاطبون في هذه السورة الكفار فأكد ، وكذلك أكد : لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس في هذه السورة باللام .
451 - ولكن أكثر الناس لا يشكرون ، وفي يونس : قوله : ولكن أكثرهم لا يشكرون ، وقد سبق ؛ لأنه وافق ما قبله في هذه السورة : ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، وبعده : أكثر الناس لا يؤمنون ، ثم قال : ولكن أكثر الناس لا يشكرون .
451 - لا يعلمون أي : لا يعلمون أن خلق الأكبر أسهل من خلق الأصغر ، ثم قال : قوله في الآية الأولى : لا يؤمنون بالبعث ، ثم قال : لا يشكرون أي : لا يشكرون الله على فضله ، فختم كل آية بما اقتضاه .
452 - قوله : خالق كل شيء لا إله إلا هو سبق .
453 - الحمد لله رب العالمين . مدح نفسه سبحانه ، وختم ثلاث آيات على التوالي بقوله : " رب العالمين " [ ص: 221 ] وليس له في القرآن نظير . قوله تعالى :
454 - وخسر هنالك المبطلون ، وختم بقوله : قوله : وخسر هنالك الكافرون ؛ لأن الأول متصل بقوله : قضي بالحق ، ونقيض الحق الباطل ، والثاني متصل بإيمان غير مجد ، ونقيض الإيمان الكفر .