سورة النمل
355 - فلما جاءها نودي ، وفي القصص " 30 " ، و " طه " : " فلما أتاها نودي " ؛ لأنه قال في هذه السورة : قوله تبارك وتعالى : سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس ، فكرر آتيكم ، فاستثقل الجمع بينهما وبين فلما أتاها ، فعدل إلى قوله : فلما جاءها بعد أن كانا بمعنى واحد .
وأما في السورتين فلم يكن إلا لعلي آتيكم ، و فلما أتاها .
356 - وألق عصاك ، وفي القصص : قوله : وأن ألق عصاك ؛ لأن في هذه السورة : نودي أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم وألق عصاك ، فحيل بينهما بهذه الجملة ، فاستغنى عن إعادة " أن " .
وفي القصص : أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين وأن ألق عصاك فلم يكن بينهما جملة أخرى عطف بها على الأول ، فحسن إدخال " أن " .
357 - لا تخف ، وفي القصص : قوله : أقبل ولا تخف ؛ خصت هذه السورة بقوله : " لا تخف " ؛ لأنه [ ص: 192 ] بني على ذكر الخوف كلام يليق به ، وهو قوله : إني لا يخاف لدي المرسلون .
وفي القصص اقتصر على قوله : " لا تخف " ولم يبن عليه كلام ، فزيد قبله : أقبل ليكون في مقابلة مدبرا ، أي : أقبل آمنا غير مدبر ولا تخف . فخصت هذه السورة به .
358 - وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ، وفي القصص : قوله : اسلك يدك . خصت هذه السورة بـ " أدخل " ؛ لأنه أبلغ من قوله : اسلك ؛ لأن اسلك يأتي لازما ومتعديا ، وأدخل متعد لا غير ، ولأن في هذه السورة : في تسع آيات أي : مع تسع آيات مرسلا إلى فرعون .
وخصت القصص بقوله : اسلك موافقة لقوله : واضمم ، ثم قال : فذانك برهانان من ربك ، فكان دون الأول ، فخص بالأدنى والأقرب من اللفظين .
359 - إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين ، وفي القصص : قوله : إلى فرعون وملئه ؛ لأن الملأ أشراف القوم ، وكانوا في هذه السورة موصوفين بما وصفهم الله به من قوله : فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين وجحدوا بها ، فلم يسمهم ملأ ، بل سماهم قوما . وفي القصص لم يكونوا موصوفين بتلك الصفات فسماهم ملأ ، وعقبه : وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ، وما يتعلق بقصة موسى سوى هذه الكلمات قد سبق .
360 - وأنجينا الذين آمنوا ، وفي " حم " [ ص: 193 ] ( فصلت ) : قوله : ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون . نجينا وأنجينا بمعنى واحد ، وخصت هذه السورة بأنجينا لموافقته لما بعده وهو : فأنجيناه وأهله ، وبعده : وأمطرنا ، وأنزل . . . فأنبتنا كله على لفظ أفعل .
وخص " حم " ( فصلت ) بنجينا ؛ لموافقته ما قبله وزينا ، وبعده : قيضنا لهم ، وكله على لفظ فعلنا .
361 - قوله : وأنزل لكم قد سبق .
362 - في خمس آيات ، وختم الأولى بقوله : قوله : " أإله مع الله " بل هم قوم يعدلون . ثم قال : بل أكثرهم لا يعلمون ، ثم قال : قليلا ما تذكرون ، ثم قال : تعالى الله عما يشركون ، ثم قال : إن كنتم صادقين ، أي : عدلوا إلى الذنوب ، وأول الذنوب : العدل عن الحق ، ثم لم يعلموا ، لو علموا ما عدلوا ، ثم لم يذكروا فيعلموا بالنظر والاستدلال ، فأشركوا عن غير حجة وبرهان ، قل لهم يا محمد : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين .
363 - ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ، وفي الزمر : قوله : فصعق . خصت هذه السورة بقوله : ففزع موافقة لقوله : وهم من فزع يومئذ آمنون ، وخصت الزمر بقوله : فصعق موافقة لقوله : وإنهم ميتون ؛ لأن معناه : مات .