سورة الحج
315 - يوم ترونها ، وبعده : وترى الناس سكارى محول على : أيها المخاطب ، كما سبق في قوله : قوله تعالى : وترى الفلك .
316 - ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير في هذه السورة ، وفي لقمان : قوله : ولا هدى ولا كتاب منير ؛ لأن ما في هذه السورة وافق ما قبلها من الآيات ، وهي : قدير " 6 " ، القبور " 7 " ، وكذلك في لقمان وافق ما قبلها وما بعدها ، وهي : الحمير " 19 " ، السعير " 21 " ، الأمور " 22 " .
317 - قوله : من بعد علم شيئا بزيادة " من " لقوله تعالى : من تراب ثم من نطفة الآية ، وقد سبق في النحل .
318 - ذلك بما قدمت يداك ، وفي غيرها : " أيديكم " ؛ لأن هذه الآية نزلت في قوله : النضر بن الحارث ، وقيل : في أبي جهل ، فوحده ، وفي غيرها نزلت في الجماعة التي تقدم ذكرهم .
319 - قوله : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى . [ ص: 181 ] قدم الصابئين لتقدم زمانهم ، وقد تقدم في البقرة .
320 - قوله : يسجد له من في السماوات ، سبق في الرعد .
321 - كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وفي السجدة : قوله : منها أعيدوا فيها ؛ لأن المراد بالغم : الكرب ، والأخذ بالنفس ، حتى لا يجد صاحبه متنفسا . وما قبله من الآيات يقتضي ذلك ، وهو : قطعت لهم ثياب من نار ، إلى قوله : من حديد . فمن كان في ثياب من نار ، وفوق رأسه حميم يذوب من حره أحشاء بطنه حتى يذوب ظاهر جلده ، وعليه موكلون يضربونه بمقامع من حديد ، كيف يجد سرورا ، أو يجد متنفسا من تلك الكرب التي عليه ، وليس في السجدة من هذا ذكر ، وإنما قبلها : فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها .
322 - وذوقوا ، وفي السجدة : قوله : وقيل لهم ذوقوا القول ههنا مضمر ، وخص بالإضمار لطول الكلام بوصف العذاب . وخصت السجدة بالإظهار موافقة للقول قبله في مواضع منها : أم يقولون افتراه ، وقالوا أإذا ضللنا ، و قل يتوفاكم ، و حق القول . وليس في الحج شيء منه .
323 - إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار مكررة ، وموجب هذا التكرار قوله : قوله : هذان خصمان ؛ لأنه لما ذكر أحد الخصمين وهو : فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ؛ لم يكن بد من ذكر الخصم الآخر ، فقال : إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية .
[ ص: 182 ] 324 - وطهر بيتي للطائفين والقائمين ، وفي البقرة : قوله : للطائفين والعاكفين ، وحقه أن يذكر هناك ؛ لأن ذكر العاكف ههنا سبق في قوله : سواء العاكف فيه والباد ، ومعنى والقائمين والركع السجود : المصلون ، وقيل : القائمون ، بمعنى المقيمين ، وهم العاكفون ، لكن لما تقدم ذكرهم عبر عنهم بعبارة أخرى .
325 - فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كرر ؛ لأن الأول متصل بكلام قوله : إبراهيم ، وهو اعتراض ، ثم أعاده مع قوله : والبدن جعلناها لكم .
326 - فكأين من قرية أهلكناها ، وبعده : قوله : وكأين من قرية أمليت لها . خص الأول بذكر الإهلاك لاتصاله بقوله : فأمليت للكافرين ثم أخذتهم . أي : أهلكتهم .
والثاني بالإملاء ؛ لأن قبله : ويستعجلونك بالعذاب ، فحسن ذكر الإملاء .
327 - وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ، وفي سورة لقمان : قوله : من دونه الباطل ؛ لأن في هذه السورة وقع بعد عشر آيات ، كل آية مؤكدة مرة أو مرتين ، ولهذا أيضا زيد في السورة اللام في قوله : وإن الله لهو الغني الحميد .
[ ص: 183 ] وفي لقمان : إن الله هو الغني الحميد إذا لم تكن سورة لقمان بهذه الصفة .
وإن شئت قلت : لما تقدم في هذه السورة ذكر الله سبحانه وذكر الشيطان أكدهما ، فإنه خبر وقع بين خبرين ، ولم يتقدم في لقمان ذكر الشيطان ، فأكد ذكر الله تعالى ، وأهمل ذكر الشيطان . وهذه دقيقة .