وأما خباب   - الخاء معجمة ومعها باءان ، تحت كل باء نقطة والأولى مشددة - فمنهم:  خباب بن الأرت:  صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه . يكنى أبا عبد الله  وأصله من بني سعد بن زيد مناة ،   [ ص: 425 ] أصابه سباء في الجاهلية فأعتقته أم أنمار الخزاعية ،  وكان  خباب  ممن يعذب في الله سبحانه بمكة  في الرمضاء حتى برص ظهره ، مات بالكوفة ،  وصلى عليه  علي بن أبي طالب  كرم الله وجهه منصرفه من صفين ،  كان له قدر بالمدينة .  
وابنه عبد الله بن خباب  من المشهورين ، وقد روي عنه فقه ونسك ، وقتلته الخوارج . 
أخبرني محمد بن هارون الحضرمي  ، حدثنا  محمد بن  [ ص: 426 ] يحيى القطعي  ، حدثنا  محمد بن عبد الرحمن الطفاوي  ، عن أيوب  ، عن  حميد بن هلال  ، أن خارجة  خرجوا على عبد الله بن خباب   - وهو في قرية له - فخرج مروعا ، فقالوا: لا ترع . قال: قد والله رعتموني . قالوا: حدثنا ما حدثك أبوك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقال:  "يكون القاعد فيها خيرا من القائم ، والقائم فيها خيرا من الماشي ، والماشي خيرا من الساعي فكن عبد الله المقتول ، ولا تكن عبد الله القاتل" قالوا: أبوك حدثك هذا أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم . قال: فقربوه إلى ضفة النهر فقتلوه . قال: فجرى دمه كأنه شراك نعل ما امذقر ، ثم قدموا أم ولد له فبقروها  [ ص: 427 ] عما في بطنها . حدث بهذا  حميد بن هلال  عن رجل من عبد القيس  فارقهم حين رأى هذا من أمرهم وهم أصحاب النهروان . 
وأمر  خباب بن الأرت  مما يشكل على العلماء فيجعلونه واحدا ، وهما اثنان اتفق أسماؤهما وأسماء آبائهما ، والأكبر الأشهر هو الذي ذكرناه والآخر هو: خباب مولى عتبة بن غزوان المازني وهو غير خباب بن الأرت .  وهذا كان يكنى أبا يحيى  وقد شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وتوفي بالمدينة  سنة تسع  [ ص: 428 ] عشرة ، وصلى عليه  عمر بن الخطاب  رضي الله عنهما وقيل: إن خبابا   [هذا ] هو الذي [كان ] يطبع السيوف بمكة ،  وإن خباب بن الأرت لم يطبع السيوف ولا كان قينا . وروى عن خباب بن الأرت قيس بن أبي حازم  ، وسعيد بن وهب  ، وحارثة بن مضرب  وعن  خباب  هذا الآخر  مسروق بن الأجدع .  
فحدثنا عمرو بن عثمان البرتي القاضي  ، حدثنا أبو قلابة  ، حدثنا أبو حذيفة  ، حدثنا سفيان  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي الضحى  ، عن مسروق  ، عن  خباب  ، قال: كنت قينا بمكة  فعملت للعاص بن وائل  سيفا فجئت أقتضيه فقال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد  صلى الله عليه وسلم . وذكر حديثا طويلا . 
وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:  [ ص: 429 ] عبد الرحمن بن خباب السلمي  ، وقد أخرجته في كتاب القبائل فيمن ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من بني سليم . 
وأخبرني أبو بكر الجوهري  ، حدثنا أبو يعلى المنقري  ، حدثني القحذمي  ، قال: وممن ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة:   (عبد الرحمن بن خباب المزني ) .  هكذا حدثنا به الجوهري  في كتاب مصنف فيمن ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم . ولا أعرف في مزينة   عبد الرحمن بن خباب  هذا ، وأحسب أنه هو: عبد الرحمن بن خباب السلمي .  
 [ ص: 430 ]  . 
وخباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة  ، وبنوه أصحاب المقصورة منهم: مسلم بن خباب .  ، روى عنه أبو حازم  ،  ومنصور بن المعتمر .  
والسائب بن خباب أبو مسلم صاحب المقصورة .  ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  "لا وضوء إلا من صوت أو ريح" ،  وروى عنه صالح بن خيوان .  
 [ ص: 431 ]  . 
والسائب بن خباب .  مدني آخر ، روى عن  زيد بن ثابت .  
وخباب والد عطاء بن خباب   [روى عن  أبي بكر الصديق  رضي الله عنه ، روى عنه عطاء بن خباب ] ابنه . 
ومحمد بن عطاء بن خباب  ، روى عن أبيه عن جده . وممن يعد في التابعين: هلال بن خباب ويكنى: أبا العلاء  ، بصري  [ ص: 432 ] روى عن  أبي جحيفة  ،  وسعيد بن جبير  ، روى عنه  مسعر  ، والثوري  ،  وعباد بن العوام  ، وهو ثقة عندهم . 
ويونس بن خباب مولى بني أمية  ، كوفي له قدر بالكوفة ،  يكنى: أبا حمزة  ، وقيل: أبو الجهم .  ، روى عن  مجاهد  ، وطاوس  ،  ونافع بن جبير  ، والمنهال بن عمرو  ، وأبي عبيدة بن عبد الله .  ، روى عنه  الثوري  ،  وشعبة  ،  وحماد بن زيد .  
وسليمان بن عبد الرحمن بن خباب  ، روى عن أبي أمامة  ، ومحمود بن لبيد .  
وأبو خباب اسمه الوليد بن بكير  ، روى عن عمر بن  [ ص: 433 ] نافع  ، وعبد الله [بن محمد ] العدوي  ، روى عنه المحاربي  ،  ومحمد بن عبد الله بن نمير  ،  والحسن بن عرفة  ، تكلموا فيه بسبب حديث رواه في الجمعة لم يتابع عليه . 
وخباب بن رافع الضبي  ، روى عن  نافع مولى ابن عمر  رضي الله عنهما وليس بالمشهور . 
				
						
						
