وفي حديث آخر أي: يسيل فلا يسكن ، [ ص: 221 ] وأخبرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وأعوذ بك من شر كل عرق نعار " ، عن ابن الأنباري قال: يقال نعر ينعر نعيرا ونعرانا ، إذا سال ، وأنشد : أحمد بن يحيى
غدا والعواصي من دم الجوف تنعر
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "لا يجيء أحدكم يحمل شاة تيعر " بالياء ساكنة والعين غير معجمة ، وقد روي أن أبا موسى محمد بن المثنى صحف فيه فرواه: تنعر بالنون ، والصواب بالياء ، فحدثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثنا أحمد بن الأزهري ، حدثنا الحارث بن منصور حدثنا ، عن سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة في قصة أبي حميد الساعدي ابن اللتبية يقال: يعرت الشاة تيعر يعارا ، وفي حديث آخر: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 222 ] "يحمل شاة لها يعار" وقال فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "فلا أعرفن ما جاء رجل يحمل بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر " بشر بن أبي خازم:
وأما أشجع الخنثى فولوا تيوسا بالشطي لها يعار
وأما الحديث الآخر: "مثل المنافق ، مثل الشاة العائرة ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" ، فحدثنا ، حدثنا جدي ، حدثنا ابن منيع ، حدثنا إسحاق الأزرق عبيد الله ، عن نافع ، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابن [ ص: 223 ] عمر "مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" ، قوله: تعير -التاء مفتوحة والعين مكسورة غير معجمة- أي: تتردد حيث لا تدري . ومنه: سهم عائر أي جاء من حيث لا يدرى . عن