الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يصحف كثيرا قوله صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد إلا وفي رأسه عرق من الجذام ينعر " الياء مفتوحة والنون ساكنة والعين مكسورة غير معجمة ، حدثنا أبو بكر بن الأنباري ، حدثنا محمد بن يونس القرشي ، حدثنا بشر بن حجر الشامي ، حدثنا فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس عن عائشة رضي الله عنهم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من أحد إلا وفي رأسه عرق من الجذام ينعر ،  فإذا هاج . سلط الله عليه الزكام ، فلا تداووا منه " ينعر يسيل . ويقال: جرح نعار ، وقد نعر ينعر نعرا .

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وأعوذ بك من شر كل عرق نعار " أي: يسيل فلا يسكن ، [ ص: 221 ] وأخبرنا ابن الأنباري ، عن أحمد بن يحيى قال: يقال نعر ينعر نعيرا ونعرانا ، إذا سال ، وأنشد :


غدا والعواصي من دم الجوف تنعر



وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "لا يجيء أحدكم يحمل شاة تيعر "  بالياء ساكنة والعين غير معجمة ، وقد روي أن أبا موسى محمد بن المثنى صحف فيه فرواه: تنعر بالنون ، والصواب بالياء ، فحدثنا أبو بكر النيسابوري ، حدثنا أحمد بن الأزهري ، حدثنا الحارث بن منصور حدثنا سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي حميد الساعدي في قصة ابن اللتبية فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "فلا أعرفن ما جاء رجل يحمل بعيرا له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر " يقال: يعرت الشاة تيعر يعارا ، وفي حديث آخر: . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 222 ] "يحمل شاة لها يعار" وقال بشر بن أبي خازم:


وأما أشجع الخنثى فولوا     تيوسا بالشطي لها يعار



وأما الحديث الآخر: "مثل المنافق ، مثل الشاة العائرة ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" ، فحدثنا ابن منيع ، حدثنا جدي ، حدثنا إسحاق الأزرق ، حدثنا عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن [ ص: 223 ] عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة" ،  قوله: تعير -التاء مفتوحة والعين مكسورة غير معجمة- أي: تتردد حيث لا تدري . ومنه: سهم عائر أي جاء من حيث لا يدرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية