الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يشكل في ألفاظ الصلاة أيضا ، ويصحف كثيرا قولهم: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه وفتخ "  بالخاء المعجمة ، حدثناه الحسن بن علي ، حدثنا نصر ، عن أبي عبيد قال: حدثنيه يحيى بن سعيد ، عن عبد الحميد بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه وفتخ "  بالخاء المعجمة يعني أصابع رجليه قال يحيى بن سعيد: الفتخ أن يصنع هكذا: ونصب أصابعه [ ص: 235 ] ثم غمز موضع المفصل منها إلى باطن الراحة [وثناها إلى باطن الرجل ] يعني أنه كان يفعل ذلك بأصابع رجليه في السجود . وقال الأصمعي: وأما الفتخ اللين . قال أبو عبيد: ويقال للبراجم إذا كان [فيها ] لين وعرض: إنها لفتخ . ومنه قيل للعقاب: فتخاء ؛ لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما ، وهذا لا يكون إلا من اللين . قال الشاعر :


كأني بفتخاء الجناحين لقوة



وفي الحديث من الفقه أنه كان ينصب قدميه في السجود نصبا ، ولولا نصبه إياهما لم يكن هناك فتخ ، وكانت الأصابع منحنية ، فهذا الذي يراد من الحديث ، وهو مثل الحديث الآخر: أنه أمر بوضع الكفين ونصب القدمين في الصلاة .

وفي حديث آخر رواه لنا ابن الأنباري: "أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتوخ " . قال أبو بكر الأنباري ، وأحسبه من غلط المحدثين ، والصواب فتخ [أو فتخ ] وهي خواتيم تلبس في أصابع اليد والرجل ، يقال: فتخة وفتخات وفتخ . قالت امرأة من العرب: [ ص: 236 ]

يسقط منه فتخي في كمي



التالي السابق


الخدمات العلمية