الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما لا يجوز فيه إلا وجه واحد وهو من خطأ الإعراب قوله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الغداة فهو في ذمة الله عز وجل ، فلا تخفروا الله في ذمته "  يرويه من لا يعلم "فلا تخفروا الله " [ ص: 245 ] بفتح التاء وهو خطأ ، والصواب: فلا تخفروا الله بضم التاء ، أي لا تفسدوا ذمة الله ولا تغدروا بمن هو في ذمته ، يقال: أخفرت بالرجل وأخفرته إذا غدرت به ، ويقال خفرت الرجل بلا ألف إذا أجرته وحفظته ، ومنه قيل: الخفير ، والخفراء ، والخفارة وفي كلام أبي بكر رضي الله عنه أنه ذكر المسلمين فقال: فمن ظلم منهم أحدا فقد أخفر الله تعالى ، ومن صلى الصبح فهو في خفرة الله تعالى . فقوله: فقد أخفر الله أي نقض ذمة الله وعهده ، وقال زيد الخيل:


إذا أخفروكم مرة كان ذاكم جيادا على فرسانهن العمائم



يقول: إذا نقضوا ما بينكم وبينهم من الصلح كان ذلك النقض فرسانا يغيرون عليكم ، والشاهد في قولهم: خفر إذا حفظ ، قوله: من أن يضام خفير .

التالي السابق


الخدمات العلمية