الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما يخالف فيه أهل اللغة أهل الحديث ما حدثنا به يحيى بن صاعد ، حدثنا محمد بن الجارود القطان ، حدثنا عيسى بن جعفر قاضي الري ، حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، والمغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبيد بن نضلة عن المغيرة بن شعبة "أن امرأة ضربت ضرتها بعمود فسطاط ، فأنزفتها ، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاقلتها بالدية ، وكانت حاملا ، وقضى في الجنين بغرة .  فقال بعض عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ، ولا صاح فاستهل ، فمثل ذلك لا يطل ، فقال [ ص: 227 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسجع كسجع الأعراب ؟ " الخلاف في قوله: فمثل ذلك يطل ، فأصحاب المعرفة بالحديث يروونه: فمثل ذلك بطل ، الباء مفتوحة تحتها نقطة لا يكادون يشكون فيه ، وأهل اللغة يزعمون أنه صحف فيه وإنما هو: يطل ؛ الياء مضمومة تحتها نقطتان والطاء مفتوحة واللام مشددة من قولهم: طل دمه إذا أهدر . قالوا: ومنه الحديث الآخر: " إن رجلا عض يد رجل فانتزعها فسقطت ثنيته  فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فطلها ويروى فأطلها أي أهدرها " . وسمعت ابن دريد وغيره ينصر هذا ويثبته ولا أعلم الرواية جاءت إلا بالباء .

التالي السابق


الخدمات العلمية