ومما فيه اختلاف أيضا بين أهل الرواية وأهل اللغة قوله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر " أما أهل الرواية فإنهم يقولون نهاوش بالنون ، وفيهم [ ص: 228 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 229 ] من يقول: مهاوش ، وهم قليل . وكان العتبي يقول: إن من المحدثين من يرويه من تهاوش فوق التاء نقطتان والواو مضمومة ثم قال: وأكثرهم يرويه من مهاوش بالميم وهو الاختلاط . وقد وهم في هذا القول لأن الأكثر رووه بالنون نهاوش . وأخبرني نفطويه ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنه قال في الحديث: "من اكتسب مالا من نهاوش " بالنون وقال: النهاوش الحرام ، والنهاوش بمنزلة الكلب الذي يختلس من الناس ، والنهابر أن ينفقه في مذاهب سوء . الواحدة نهبرة ونهبورة كالنهابر من الأرض .
وكان يقول: إن قولهم نهاوش بالنون تصحيف قال: وإنما هو: من تهاوش التاء منقوطة باثنتين والواو مضموم قال والهوش القوم مجتمعون في حرب أو صخب ، وهم متهاوشون أي مختلطون ، ولذلك سمي ما ينتهب في الغارة هواشا . وحدثني ابن دريد ابن خلف ، عن نصر ، عن أنه قال: ومنه حديث أبي عبيد إن كان محفوظا: من "أصاب مالا من مهاوش [ ص: 230 ] -بالميم- أذهبه الله في نهابر " . قال: والمهاوش كل ما أصيب من غير حله . قال: وهو شبيه بقول ابن علاثة رضي الله عنه: إياكم وهوشات الأسواق . وقال الهوشة الفتنة والهيج والاختلاط . وأما النهابر فالمهالك واحدها نهبور . وقال ابن مسعود ابن الأعرابي: نهبر ونهبورة . والنهبور أيضا: القطعة العظيمة من الرمل ، وجمعها نهابر ، ولا أعلم أحدا روى النهابر بغير النون .