الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومما فيه اختلاف أيضا بين أهل الرواية وأهل اللغة قوله صلى الله عليه وسلم: "من أصاب مالا من نهاوش أذهبه الله في نهابر "  أما أهل الرواية فإنهم يقولون نهاوش بالنون ، وفيهم [ ص: 228 ] . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . [ ص: 229 ] من يقول: مهاوش ، وهم قليل . وكان العتبي يقول: إن من المحدثين من يرويه من تهاوش فوق التاء نقطتان والواو مضمومة ثم قال: وأكثرهم يرويه من مهاوش بالميم وهو الاختلاط . وقد وهم في هذا القول لأن الأكثر رووه بالنون نهاوش . وأخبرني نفطويه ، عن ثعلب ، عن ابن الأعرابي أنه قال في الحديث: "من اكتسب مالا من نهاوش " بالنون وقال: النهاوش الحرام ، والنهاوش بمنزلة الكلب الذي يختلس من الناس ، والنهابر أن ينفقه في مذاهب سوء . الواحدة نهبرة ونهبورة كالنهابر من الأرض .

وكان ابن دريد يقول: إن قولهم نهاوش بالنون تصحيف قال: وإنما هو: من تهاوش التاء منقوطة باثنتين والواو مضموم قال والهوش القوم مجتمعون في حرب أو صخب ، وهم متهاوشون أي مختلطون ، ولذلك سمي ما ينتهب في الغارة هواشا . وحدثني ابن خلف ، عن نصر ، عن أبي عبيد أنه قال: ومنه حديث ابن علاثة إن كان محفوظا: من "أصاب مالا من مهاوش [ ص: 230 ] -بالميم- أذهبه الله في نهابر " . قال: والمهاوش كل ما أصيب من غير حله . قال: وهو شبيه بقول ابن مسعود رضي الله عنه: إياكم وهوشات الأسواق . وقال الهوشة الفتنة والهيج والاختلاط . وأما النهابر فالمهالك واحدها نهبور . وقال ابن الأعرابي: نهبر ونهبورة . والنهبور أيضا: القطعة العظيمة من الرمل ، وجمعها نهابر ، ولا أعلم أحدا روى النهابر بغير النون .

التالي السابق


الخدمات العلمية