[ ص: 238 ] 165
ثم دخلت سنة خمس وستين ومائة
ذكر غزوة الروم
في هذه السنة سير المهدي ابنه الرشيد لغزو الروم صائفة ، في جمادى الآخرة ، في خمسة وتسعين ألفا وتسعمائة وثلاثة وتسعين رجلا ، ومعه الربيع ، فوغل هارون في بلاد الروم ، ولقيه عسكر نقيظا قومس القوامسة فبارزه ، فأثخنه يزيد بن مزيد الشيباني يزيد وانهزمت الروم ، وغلب يزيد على عسكرهم .
وساروا إلى الدمستق ، وهو صاحب المسالح ، فحمل لهم مائة ألف دينار وثلاثة وتسعين ألفا وأربعمائة وخمسين دينارا . ومن الورق أحدا وعشرين ألف ألف درهم [ وأربعمائة ألف ] وأربعة عشر ألفا وثمانمائة درهم .
وسار الرشيد حتى بلغ خليج القسطنطينية ، وصاحب الروم يومئذ عطسة امرأة أليون ، وذلك أن ابنها كان صغيرا قد هلك أبوه وهو في حجرها فجرى الصلح بينها وبين الرشيد على الفدية ، وأن تقيم له الأدلاء والأسواق في الطريق ، وذلك أنه دخل مدخلا ضيقا مخوفا ، فأجابته إلى ذلك ، ومقدار الفدية سبعون ألف دينار كل سنة ، ورجع عنها .
وكانت الهدنة ثلاث سنين ، وكان مقدار ما غنم المسلمون إلى أن اصطلحوا خمسة آلاف رأس سبي وستمائة وثلاثة وأربعين رأسا ، ومن الدواب الذلل بأدواتها عشرين ألف رأس ، وذبح من البقر والغنم مائة ألف رأس ، وقتل من الروم ، في الوقائع ، أربعة [ ص: 239 ] وخمسون ألفا ، وقتل من الأسارى صبرا ألفان وتسعون أسيرا .
ذكر عدة حوادث
في هذه السنة الري ، ووليها عزل خلف بن عبد الله عن عيسى مولى جعفر .
وحج بالناس هذه السنة صالح بن المنصور ، وكان العمال من تقدم ذكرهم ، غير أن البصرة كان على أحداثها والصلاة بها ، وكان على روح بن حاتم كور دجلة والبحرين ، وعمان وكسكر ، والأهواز ، وفارس ، وكرمان : المعلى مولى المهدي ، وكان على الموصل : أحمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس .
وفيها غدر الحسين بن يحيى بسرقسطة ، فنكث مع عبد الرحمن ، فسير إليه عبد الرحمن غالب بن ثمامة بن علقمة في جند كثيف ، فاقتتلوا ، فأسر جماعة من أصحاب الحسين فيهم ابنه يحيى ، فسيرهم إلى الأمير عبد الرحمن ، فقتلهم ، وأقام ثمامة بن علقمة على الحسين يحصره .
ثم إن الأمير عبد الرحمن سار سنة ست وستين ومائة إلى سرقسطة بنفسه ، فحصرها ، وضايقها ، ونصب عليها المجانيق ستة وثلاثين منجنيقا ، فملكها عنوة ، وقتل الحسين أقبح قتلة ، ونفى أهل سرقسطة منها ليمين تقدمت منه ، ثم ردهم إليها .
[ ص: 240 ] [ الوفيات ]
وفيها مات يزيد بن منصور بن عبد الله بن يزيد بن شهر بن مثوب ، وهو من ولد شهر ذي الجناح الحميري ، خال المهدي ، وقد كان ولي اليمن والبصرة والحج .
وفيها توفي فتح بن الوشاح الموصلي الزاهد .