[ ص: 423 ]   624 
ثم دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة 
ذكر دخول الكرج  مدينة تفليس  وإحراقها    . 
في هذه السنة في ربيع الأول ، وصل الكرج  مدينة تفليس  ، ولم يكن بها من العسكر الإسلامي من يقوم بحمايتها ، وسبب ذلك أن  جلال الدين  لما عاد من خلاط  ، كما ذكرنا قبل ، وأوقع بالإيوانية ، فرق عساكره إلى المواضع الحارة الكثيرة المرعى ، ليشتوا بها ، وكان عسكره قد أساءوا السيرة في رعية تفليس  ، وهم مسلمون ، وعسفوهم ، فكاتبوا الكرج  يستدعونهم إليهم ليملكوهم البلد ، فاغتنم الكرج  ذلك لميل أهل البلد إليهم ، وخلوه من العسكر ، فاجتمعوا ، وكانوا بمدينتي قرس  وآني  وغيرهما من الحصون ، وساروا إلى تفليس  ، وكانت خالية كما ذكرناه ، ولأن  جلال الدين  استضعف الكرج  لكثرة من قتل منهم ، ولم يظن فيهم حركة ، فملكوا البلد ، ووضعوا السيف فيمن بقي من أهله ، وعلموا أنهم لا يقدرون على حفظ البلد من  جلال الدين  ، فأحرقوه جميعه . 
وأما  جلال الدين  فإنه لما بلغه الخبر ، سار فيمن عنده من العساكر ليدركهم ، فلم ير منهم أحدا ، كانوا قد فارقوا تفليس  لما أحرقوها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					