[ ص: 389 ]   131 
ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة 
ذكر موت   نصر بن سيار   
وفي هذه السنة مات   نصر بن سيار  بساوة  قرب الري    . 
وكان سبب مسيره إليها أن  نصرا  سار بعد قتل  نباتة  إلى خوار الري  ، وأميرها  أبو بكر العقيلي  ، ووجه  قحطبة  ابنه  الحسن  إلى  نصر  في المحرم من سنة إحدى وثلاثين ومائة ، ثم وجه  أبا كامل  وأبا القاسم محرز بن إبراهيم  وأبا العباس المروزي  إلى  الحسن  ابنه ، فلما كانوا قريبا من  الحسن  انحاز  أبو كامل  وترك عسكره ، وأتى  نصرا  فصار معه وأعلمه مكان الجند الذين فارقهم . 
فوجه إليهم  نصر  جندا ، فهرب جند  قحطبة  منهم وخلفوا شيئا من متاعهم ، فأخذه أصحاب  نصر  ، فبعث  نصر  إلى  ابن هبيرة  ، فعرض له  ابن غطيف  بالري  ، فأخذ الكتاب من رسول  نصر  والمتاع ، وبعث به إلى  ابن هبيرة  ، فغضب  نصر  وقال : أما والله لأدعن  ابن هبيرة  ، فليعرفن أنه ليس بشيء ولا ابنه . 
وكان  ابن غطيف  في ثلاثة آلاف قد سيره  ابن هبيرة  إلى  نصر  ، فأقام بالري  فلم يأت  نصرا  ، وسار  نصر  حتى نزل الري  وعليها حبيب بن  يزيد النهشلي  ، فلما قدمها  نصر  سار  ابن غطيف  منها إلى همذان  ، وفيها  مالك بن أدهم بن محرز الباهلي  ، فعدل  ابن غطيف  عنها إلى أصبهان  إلى  عامر بن ضبارة  ، فلما قدم  نصر  الري  أقام بها يومين ثم مرض ، وكان يحمل حملا ، فلما بلغ ساوة مات ، فلما مات بها دخل أصحابه همذان    . 
وكانت وفاته لمضي اثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول ، وكان عمره خمسا وثمانين سنة ، وقيل : إن  نصرا  لما سار من خوار الري  متوجها نحو الري  لم يدخل الري  ، ولكنه سلك المفازة التي بين الري  وهمذان  فمات بها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					