[ ص: 521 ] 289
ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائتين
ذكر القرامطة بالشام أخبار
في هذه السنة ظهر بالشام رجل من القرامطة ، وجمع جموعا من الأعراب ، وأتى دمشق ، وأميرها طغج بن جف من قبل هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون ، وكانت بينهما وقعات .
وكان ابتداء حال هذا القرمطي أن زكرويه بن مهرويه الذي ذكرنا أنه داعية قرمط هذا ، لما رأى أن الجيوش من المعتضد متتابعة إلى من بسواد الكوفة من القرامطة ، فإن القتل قد أبادهم ، سعى في استغواء من قرب من الكوفة من الأعراب : ( أسد ، وطي ، وغيرهم ) ، فلم يجبه منهم أحد فأرسل أولاده إلى كلب بن وبرة فاستغووهم ، فلم ( يجبهم منهم ) إلا الفخد المعروف ببني العليص بن ضمضم بن عدي بن خباب ومواليهم خاصة ، فبايعوا في سنة تسع وثمانين ومائتين بناحية السماوة ابن زكرويه ، المسمى بيحيى ، المكنى أبا القاسم ، فلقبوه الشيخ ، وزعم أنه محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب .
وقيل : لم يكن لمحمد بن إسماعيل ولد اسمه عبد الله ، وزعم أن له بالبلاد مائة ألف تابع ، وأن ناقته التي يركبها مأمورة ، فإذا تتبعوها في مسيرها نصروا ، وأظهر عضدا له ( ناقصة وذكر أنها آيته ) ، وأتاه جماعة من بني الأصبغ ، وسموا الفاطميين ، ودانوا [ ص: 522 ] بدينه ، فقصدهم شبل غلام المعتضد من ناحية الرصافة ( فاغتروه فقتلوه ، وأحرقوا مسجد الرصافة ) ، واعترضوا كل قرية اجتازوا بها ، حتى بلغوا ولاية هارون بن خمارويه التي قوطع عليها طغج بن جف ، فأكثروا القتل بها والإغارة ، فقاتلهم طغج ، فهزموه غير مرة .