[ ص: 182 ] ذكر بني إسرائيل في عهد زو ، وكيقباذ ، ونبوة حزقيل الأحداث في
لما توفي يوشع بن نون قام بأمر بني إسرائيل بعده كالب بن يوفنا ، ثم حزقيل بن نورى ، وهو الذي يقال له ابن العجوز ، وإنما قيل له ذلك لأن أمه سألت الله الولد وقد كبرت ، فوهبه الله لها ، وهو الذي دعا للقوم الموتى فأحياهم الله .
وكان سبب ذلك : أن قرية يقال لها داوردان وقع بها الطاعون ، فهرب عامة أهلها ونزلوا ناحية ، فهلك أكثر من بقي بالقرية وسلم الآخرون ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا . فقال الذين بقوا : أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا ولو صنعنا ما صنعوا بقينا . فوقع الطاعون من قابل ، فهرب عامة أهلها ، وهم بضعة وثلاثون ألفا ، وقيل ثلاثة آلاف ، وقيل : أربعة آلاف ، وقيل غير ذلك ، حتى نزلوا ذلك المكان ، فصاح بهم ملك فماتوا ونخرت عظامهم ، فمر بهم حزقيل ، فلما رآهم جعل يتفكر في بعثهم ، فأوحى الله إليه : أتريد أن أريك كيف أحييهم ؟ قال : نعم . فقيل : ناد ، فنادى : يا أيتها العظام البالية إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فجعلت العظام تطير بعضها إلى بعض حتى صارت أجسادا من عظام . ثم نادى يا أيتها العظام إن الله أمرك أن تكتسي فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها . ثم نادى : يا أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن تعودي إلى أجسادك . فعادت الأجساد أحياء ، وقالوا حين أحيوا : سبحانك ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت ! فرجعوا إلى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى ، سحنة الموت على وجوههم ، لا يلبسون ثوبا إلا عاد كفنا دسما ، ثم ماتوا ثم مات حزقيل ، ولم تذكر مدته في بني إسرائيل .
[ ص: 183 ] وقيل : كانوا قوم حزقيل ، فلما أن ماتوا بكى حزقيل ، وقال : يا رب ، كنت في قوم يعبدونك ويذكرونك ، فبقيت وحيدا ! فقال الله : أتحب أن أحييهم ؟ قال : نعم . قال : فإني قد جعلت حياتهم إليك . فقال حزقيل : احيوا بإذن الله تعالى ، فعاشوا .