[ ص: 428 ] ثم دخلت سنة خمس وعشرين وستمائة 625 
ذكر الخلف بين  جلال الدين  وأخيه    . 
في هذه السنة خاف  غياث الدين بن خوارزم شاه  ، وهو أخو  جلال الدين     ( من أبيه ) [ أخاه ] ، وخافه معه جماعة من الأمراء ، واستشعروا منه ، وأرادوا الخلاص منه ، فلم يتمكنوا من ذلك إلى أن خرجت التتر  ، واشتغل بهم  جلال الدين  ، فهرب  غياث الدين  ومن معه ، وقصدوا خوزستان  ، وهي من بلاد الخليفة ، وأرادوا الدخول في طاعة الخليفة ، فلم يمكنهم النائب بها من الدخول إلى البلد ، مخافة أن تكون هذه مكيدة ، فبقي هناك ، فلما طال عليه الأمر ، فارق خوزستان  وقصد بلاد الإسماعيلية  ، فوصل إليهم ، واحتمى بهم واستجار بهم . 
وكان  جلال الدين  قد فرغ من أمر التتر  وعاد إلى تبريز  ، فأتاه الخبر وهو بالميدان يلعب بالكرة أن أخاه قد قصد أصفهان  ، فألقى الجوكان من يده ، وسار مجدا ، فسمع أن أخاه قد قصد الإسماعيلية  ملتجئا إليهم ، ولم يقصد أصفهان  ، فعاد إلى بلاد الإسماعيلية  لينهب بلادهم إن لم يسلموا إليه أخاه ، وأرسل يطلبه من مقدم الإسماعيلية  ، فأعاد الجواب يقول : إن أخاك قد قصدنا ، وهو سلطان ابن سلطان ، ولا يجوز لنا أن نسلمه ، لكن نحن نتركه عندنا ، ولا نمكنه أن يأخذ شيئا من بلادك ، ونسألك أن تشفعني فيه ، والضمان علينا بما قلنا ، ومتى كان منه ما تكره في بلادك ، فبلادنا حينئذ بين يديك تفعل فيها ما تختار . فأجابهم إلى ذلك ، واستحلفهم على الوفاء بذلك ، وعاد عنهم وقصد خلاط  ، على ما نذكره إن شاء الله تعالى . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					