[ ص: 182 ]   455 
ثم دخلت سنة خمس وخمسين وأربعمائة . 
ذكر ورود السلطان بغداذ  ودخوله بابنة الخليفة    . 
في هذه السنة ، في المحرم ، توجه السلطان  طغرلبك  من أرمينية  إلى بغداذ  ، وأراد الخليفة أن يستقبله ، فاستعفاه من ذلك ، وخرج الوزير  ابن جهير  فاستقبله . 
وكان مع السلطان من الأمراء :  أبو علي ابن الملك أبي كاليجار  ،  وسرخاب ابن بدر  ،  وهزارسب  ،  وأبو منصور فرامرز بن كاكويه  ، فنزل عسكره في الجانب الغربي ، فزاد بهم أذى . 
ووصل  عميد الملك  إلى الخليفة ، وطالب بالجهة ، وبات بالدار ، فقيل له : خطك موجود بالشرط ، وإن المقصود بهذه الوصلة الشرف لا الاجتماع ، وإنه إن كانت مشاهدة فتكون في دار الخلافة ، فقال السلطان : نفعل هذا ، ولكن نفرد له من الدور والمساكن ما يكفيه ، ومعه خواصه ، وحجابه ، ومماليكه ، فإنه لا يمكنه مفارقتهم ، فحينئذ نقلت إلى دار المملكة في منتصف صفر ، فجلست على سرير ملبس بالذهب ، ودخل السلطان إليها ، وقبل الأرض وخدمها ، ولم تكشف الخمار عن وجهها ، ولا قامت هي له ، وحمل لها شيئا كثيرا من الجواهر وغيرها ، وبقي كذلك يحضر كل يوم يخدم وينصرف . 
وخلع على  عميد الملك  وعمل  السماط  عدة أيام ، وخلع على جميع الأمراء ، وظهر عيله سرور عظيم ، وعقد ضمان بغداذ  على  أبي سعيد القايني  بمائة وخمسين ألف دينار ، فأعاد ما كان أطلقه رئيس العراقين من المواريث والمكوس ، وقبض على   [ ص: 183 ] الأعرابي  سعد  ، ضامن البصرة  ، وعقد ضمان واسط  على  أبي جعفر ابن صقالب  بمائتي ألف دينار . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					