[ ص: 175 ]   336 
ثم دخلت سنة ست وثلاثين وثلاثمائة 
ذكر استيلاء  معز الدولة  على البصرة   
في هذه السنة سار  معز الدولة  ومعه  المطيع لله  إلى البصرة    ; لاستنقاذها من يد  أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله البريدي  ، وسلكوا البرية إليها ، فأرسل القرامطة  من هجر  إلى  معز الدولة  ينكرون عليه مسيره إلى البرية بغير أمرهم ، وهي لهم ، فلم يجبهم عن كتابهم ، وقال للرسول : قل لهم من أنتم حتى تستأمروا ، وليس قصدي من أخذ البصرة  غيركم ، وستعلمون ما تلقون مني . ولما وصل  معز الدولة  إلى الدرهمية ، استأمن إليه عساكر  أبي القاسم البريدي  ، وهرب  أبو القاسم  في الرابع والعشرين من ربيع الآخر إلى هجر  ، والتجأ إلى القرامطة  ، وملك  معز الدولة  البصرة  ، فانحلت الأسعار ببغداذ  انحلالا كثيرا . 
وسار  معز الدولة  من البصرة  إلى الأهواز  ليلقى أخاه  عماد الدولة  ، وأقام الخليفة  وأبو جعفر الصيمري  بالبصرة  ، وخالف  كوركير  ، وهو من أكابر القواد ، على  معز الدولة  ، فسير إليه  الصيمري  ، فقاتله فانهزم  كوركير  وأخذ أسيرا ، فحبسه  معز الدولة  بقلعة رامهرمز  ، ولقي  معز الدولة  أخاه  عماد الدولة  بأرجان  في شعبان ، وقبل الأرض بين يديه ، وكان يقف قائما عنده ، فيأمره بالجلوس ، فلا يفعل ، ثم عاد إلى بغداذ  ، وعاد  المطيع  أيضا إليها ، وأظهر  معز الدولة  أنه يريد [ أن ] يسير إلى الموصل  ، فترددت الرسل بينه وبين  ناصر الدولة  ، واستقر الصلح وحمل المال إلى  معز الدولة  فسكت عنه . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					