[ ص: 170 ] 106
ثم دخلت سنة ست ومائة
ذكر الوقعة بين مضر واليمن بخراسان
قيل : وفي هذه السنة كانت الوقعة بين المضرية واليمانية بالبروقان من أرض بلخ .
وكان سبب ذلك أن مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة غزا ، فتبطأ الناس عنه ، وكان ممن تبطأ عنه البختري بن درهم ، فرد مسلم ، نصر بن سيار وبلعاء بن مجاهد ، وغيرهما إلى بلخ ، فأمرهما أن يخرجوا الناس ، فأحرق نصر باب البختري ، وزياد بن طريف الباهلي ، فمنعهم عمرو بن مسلم أخو قتيبة دخول بلخ وكان عليها ، وقطع مسلم بن سعيد النهر ، ونزل نصر بن سيار البروقان ، وأتاه أهل الصغانيان ، ومسلمة التميمي ، وحسان بن خالد الأسدي ، وغيرهما ، وتجمعت ربيعة والأزد بالبروقان ، على نصف فرسخ من نصر ، وخرجت مضر إلى نصر ، وخرجت ربيعة والأزد إلى عمرو بن مسلم بن عمرو ، وأرسلت تغلب إلى عمرو بن مسلم : إنك منا ، وأنشدوه شعرا قاله رجل عزا باهلة إلى تغلب ، وكان بنو قتيبة من باهلة ، فلم يقبل عمرو ذلك .
وسفر ، الضحاك بن مزاحم ويزيد بن المفضل الحداني في الصلح ، وكلما نصرا ، فانصرف ، فحمل أصحاب عمرو بن مسلم على والبختري نصر ، وكر نصر عليهم ، فكان أول قتيل رجل من باهلة من أصحاب عمرو بن مسلم في ثمانية عشر رجلا ، وانهزم عمرو ، وأرسل يطلب الأمان من نصر ، فآمنه ، وقيل : أصابوا عمرا في طاحونة ، فأتوا به نصرا وفي عنقه حبل ، فآمنه وضربه مائة ، وضرب البختري وزياد بن طريف مائة مائة ، وحلق رءوسهم ولحاهم ، وألبسهم المسوح .
وقيل إن الهزيمة كانت أولا على نصر ومن معه من مضر ، فقال عمرو بن مسلم لرجل معه من تميم : كيف ترى أستاه قومك يا أخا تميم ؟ يعيره بذلك . ثم كرت [ ص: 171 ] تميم فهزمت أصحاب عمرو ، فقال التميمي لعمرو : هذه أستاه قومي . وقيل : كان سبب انهزام عمرو أن ربيعة كانت مع عمرو ، فقتل منهم ومن الأزد جماعة ، فقالت ربيعة : علام نقاتل إخواننا وأميرنا ، وقد تقربنا إلى عمرو فأنكر قرابتنا ؟ فاعتزلوا ، فانهزمت الأزد وعمرو ، ثم آمنهم نصر ، وأمرهم أن يلحقوا مسلم بن سعيد .