[ ص: 673 ]   414 
ثم دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة 
ذكر استيلاء علاء الدولة على همذان  
في هذه السنة استولى  أبو جعفر بن كاكويه  على همذان  وملكها وكذلك غيرها مما يقاربها . 
وسبب ذلك أن  فرهاذ بن مرداويج الديلمي  ، مقطع بروجرد ، قصده  سماء الدولة أبو الحسن بن شمس الدولة بن بويه  ، صاحب همذان  ، وحصره فالتجأ  فرهاذ  إلى  علاء الدولة  ، فحماه ومنع عنه ، وسارا جميعا إلى همذان  فحصراها وقطعا الميرة عنها ، فخرج إليهما من بها من العسكر ، فاقتتلوا فرحل علاء الدولة إلى  جرباذقان  ، فهلك من عسكره ثلاثمائة رجل من شدة البرد . 
فسار إليه  تاج الملك القوهي  ، مقدم عسكر همذان  ، فحصره بها ، فصانع  علاء الدولة  الأكراد  الذين مع  تاج الملك  ، فرحلوا عنه ، فخلص من الحصار ، وشرع بالتجهز ليعاود حصار همذان  ، فأكثر من الجموع ، وسار إليها . فلقيه  سماء الدولة  في عساكره ومعه  تاج الملك  ، فاقتتلوا ، فانهزم عسكر همذان  ، ومضى  تاج الملك  إلى قلعة فاحتمى بها ، وتقدم  علاء الدولة  إلى  سماء الدولة  ، فترجل له وخدمه ، وأخذه وأنزله في خيمته وحمل إليه المال وما يحتاج إليه ، وسار وهو معه إلى القلعة التي بها  تاج الملك  ، فحصره وقطع الماء عن القلعة ، فطلب  تاج الملك  الأمان فأمنه فنزل إليه ، ودخل معه همذان    . 
 [ ص: 674 ] ولما ملك  علاء الدولة  همذان  سار إلى الدينور  فملكها ، ثم إلى سابور خواست  فملكها أيضا ، وجمع تلك الأعمال ، وقبض على أمراء الديلم    ( الذين بهمذان    ) ، وسجنهم بقلعة عند أصبهان  ، وأخذ أموالهم وأقطاعهم ، وأبعد كل من فيه شر من الديلم  ، وترك عنده من يعلم أنه لا شر فيه ، وأكثر القتل ، فقامت هيبته ، وخافه الناس ، وضبط المملكة . وقصد  حسام الدولة أبا الشوك  ، فأرسل إليه  مشرف الدولة  يشفع فيه ، فعاد عنه . 
ذكر وزارة   أبي القاسم المغربي  لمشرف الدولة   
في هذه السنة قبض  مشرف الدولة  على وزيره   مؤيد الملك الرخجي  في شهر رمضان ، وكانت وزارته سنتين وثلاثة أيام . 
وكان سبب عزله أن  الأثير الخادم  تغير عليه لأنه صادر  ابن شعيا اليهودي  على مائة ألف دينار ، وكان متعلقا على  الأثير  ، فسعى وعزله ، واستوزر بعده   أبا القاسم الحسين بن علي بن الحسين المغربي  ، ومولده بمصر  سنة سبعين وثلاثمائة ، وكان أبوه من أصحاب  سيف الدولة  في همذان  ، فسار إلى مصر  ، فتولى بها ، فقتله  الحاكم  ، فهرب ولده  أبو القاسم  إلى الشام  ، وقصد  حسان بن الفرج بن الجراح الطائي  ، وحمله على مخالفة  الحاكم  والخروج عن طاعته ، ففعل ذلك ، وحسن له أن يبايع   أبا الفتوح الحسن بن جعفر العلوي  ، أمير مكة  ، فأجابه إليه ، واستقدمه إلى الرملة  ، وخوطب بأمير المؤمنين . 
فأنفذ  الحاكم  إلى  حسان  مالا جليلا ، وأفسد معه حال  أبي الفتوح  ، فأعاده  حسان  إلى وادي القرى  ، وسار  أبو الفتوح  منه إلى مكة    . ثم قصد  أبو القاسم  العراق   [ ص: 675 ] واتصل  بفخر الملك  ، فاتهمه   القادر بالله  لأنه من مصر  ، فأبعده  فخر الملك  ، فقصد  قرواشا  بالموصل  ، فكتب له ، ثم عاد عنه وتنقلت به الحال إلى أن وزر بعد   مؤيد الملك الرخجي     . 
وكان خبيثا ، محتالا ، حسودا ، إذا دخل عليه ذو فضيلة سأله عن غيرها ليظهر للناس جهله . 
وفيها ، في المحرم ، قدم  مشرف الدولة  إلى بغداذ  ، ولقيه   القادر بالله  في الطيار ، وعليه السواد ، ولم يلق قبله أحدا من ملوك بني بويه . 
وفيها قتل  أبو محمد بن سهلان  ، قتله  نبكير بن عياض  عند إيذج . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					