[ ص: 678 ]   415 
ثم دخلت سنة خمس عشرة وأربعمائة 
ذكر الخلف بين  مشرف الدولة  والأتراك  وعزل  الوزير المغربي   
في هذه السنة تأكدت الوحشة بين  الأثير عنبر  الخادم ، ومعه الوزير  ابن المغربي  ، وبين الأتراك  ، فاستأذن  الأثير  والوزير  ابن المغربي  الملك  مشرف الدولة  في الانتزاح إلى بلد يأمنان فيه على أنفسهما ، فقال : أنا أسير معكما . فساروا جميعا ومعهم جماعة من مقدمي الديلم  إلى السندية  ، وبها  قرواش  ، فأنزلهم ، ثم ساروا كلهم إلى أوانا .  
فلما علم الأتراك  ذلك عظم عليهم ، وانزعجوا منه ، وأرسلوا  المرتضى   وأبا الحسن الزينبي  وجماعة من قواد الأتراك  يعتذرون ، ويقولون : نحن العبيد فكتب إليهم   أبو القاسم المغربي     : إنني تأملت ما لكم من الجامكيات ، فإذا هي ستمائة ألف دينار ، وعملت دخل بغداذ  ، فإذا هو أربعمائة ألف دينار ، فإن أسقطتم مائة ألف دينار تحملت بالباقي فقالوا : نحن نسقطها ، فاستشعر منهم   أبو القاسم المغربي  ، فهرب إلى  قرواش  ، فكانت وزارته عشرة أشهر وخمسة أيام ، فلما أبعد خرج الأتراك  فسألوا الملك والأثير الانحدار معهم ، فأجابهم إلى ذلك ( وانحدروا جميعهم ) . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					