[ ص: 453 ]   24 
ثم دخلت سنة أربع وعشرين 
ذكر بيعة   عثمان بن عفان  بالخلافة 
 في المحرم منها لثلاث مضين منه بويع   عثمان بن عفان  ، وقيل : غير ذلك على ما تقدم ، وكان هذا العام يسمى عام الرعاف لكثرته فيه بالناس . واجتمع أهل الشورى عليه ، وقد دخل وقت العصر ، فأذن مؤذن  صهيب  ، واجتمعوا بين الأذان والإقامة ، فخرج فصلى بالناس وزادهم مائة مائة ، ووفد أهل الأمصار ، وهو أول من صنع ذلك ، وقصد المنبر وهو أشدهم كآبة ، فخطب الناس ووعظهم وأقبلوا يبايعونه . 
ذكر عزل  المغيرة  عن الكوفة  وولاية   سعد بن أبي وقاص  
 وفيها عزل  عثمان   المغيرة بن شعبة  عن الكوفة  ، واستعمل   سعد بن أبي وقاص  عليها بوصية  عمر  ، فإنه قال : أوصي الخليفة بعدي أن يستعمل  سعدا  ، فإني لم أعزله عن سوء ولا خيانة ، فكان أول عامل بعثه  عثمان  ، فعمل عليها  سعد  سنة وبعض أخرى ، وقيل : بل أقر  عثمان  عمال  عمر  جميعهم سنة لأن  عمر  أوصى بذلك ، ثم عزل  المغيرة  بعد سنة واستعمل  سعدا  ، فعلى هذا القول تكون إمارة سعد سنة خمس وعشرين . 
وحج بالناس في هذه السنة  عثمان  ، وقيل :   عبد الرحمن بن عوف  بأمر  عثمان     . 
 [ ص: 454 ] وقد تقدم ذكر الفتوح التي ذكر بعض العلماء أنها كانت زمن  عثمان  وذكرت الخلاف هنالك . 
  [ الوفيات ] 
وفي هذه السنة مات  عبد الرحمن بن كعب الأنصاري  ، وهو بدري ، وهو أحد البكائين في غزوة تبوك  
وسراقة بن مالك بن جعشم المدلجي  ، وقيل : مات بعد ذلك ، وهو الذي أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - في هجرته . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					