[ ص: 155 ] 242
ثم دخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين
في هذه السنة كانت زلازل هائلة بقومس ورساتيقها في شعبان ، فتهدمت الدور ، وهلك تحت الهدم بشر كثير ، قيل كانت عدتهم خمسة وأربعين ألفا وستة وتسعين نفسا ، وكان أكثر ذلك بالدامغان .
وكان بالشام وفارس وخراسان في هذه السنة زلازل ، وأصوات منكرة ، وكان باليمن مثل ذلك مع خسف .
وفيها خرجت الروم من ناحية شمشاط بعد خروج علي بن يحيى الأرمني من الصائفة ، حتى قاربوا آمد ، وخرجوا من الثغور والجزرية فانتهبوا ، وأسروا نحوا من عشرة [ ص: 156 ] آلاف ، وكان دخولهم من ناحية إبريق قرية قريباس ثم رجعوا ، فخرج قريباس وعمر بن عبد الله الأقطع ، وقوم من المتطوعة في آثارهم ، فلم يلحقوهم ، فكتب المتوكل إلى علي بن يحيى الأرمني أن يسير إلى بلادهم شاتيا .
وفيها قتل المتوكل رجلا عطارا ، وكان نصرانيا فأسلم ، فمكث مسلما سنين كثيرة ، ثم ارتد ، واستتب فأبى الرجوع إلى الإسلام ، فقتل وأحرق .
وفيها سير محمد بن عبد الرحمن بالأندلس جيشا إلى بلد المشركين ، فدخلوا إلى برشلونة ، وحارب قلاعها وجازها إلى ما وراء أعمالها ، فغنموا كثيرا ، وافتتحوا حصنا من أعمال برشلونة يسمى طراجة ، وهو من آخر حصون برشلونة ) .
[ الوفيات ]
( وفيها مات إفريقية عاشر المحرم ، كان عمره ستا وثلاثين سنة ، وولي بعده ابنه أبو العباس محمد بن الأغلب أمير أبو إبراهيم أحمد بن محمد بن الأغلب ، وقد ذكرنا ذلك سنة ست وعشرين ومائتين ) .
وفيها مات قاضي أبو حسان الزيادي الشرقية .
[ ص: 157 ] ومات الحسن بن علي بن الجعد ، قاضي مدينة المنصور .
[ بقية الحوادث ]
وحج بالناس عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام ، وهو على مكة ، وحج جعفر بن دينار على الطريق وأحداث الموسم .
[ بقية الوفيات ]
وتوفي القاضي يحيى بن أكثم التميمي بالربذة عائدا من الحج ، ومحمد بن مقاتل الرازي ، وأبو حصين [ بن ] يحيى بن سليمان الرازي المحدث .