[ ص: 756 ]   424 
ثم دخلت سنة أربع وعشرين وأربعمائة 
ذكر عود  مسعود  إلى غزنة  والفتن بالري  وبلد الجبل   
في هذه السنة ، في رجب ، عاد الملك  مسعود بن سبكتكين  من نيسابور  إلى غزنة  وبلاد الهند    . 
وكان سبب ذلك أنه لما كان قد استقر له الملك بعد أبيه أقر بما كان قد فتحه أبوه من الهند  نائبا يسمى  أحمد ينالتكين  ، وقد كان أبوه  محمود  استنابه بها ثقة بجلده ونهضته ، فرست قدمه فيها ، وظهرت كفايته . 
ثم إن  مسعودا  بعد فراغه من تقرير قواعد الملك ، والقبض على عمه  يوسف  والمخالفين له ، سار إلى خراسان  عازما على قصد العراق  ، فلما أبعد عصى ذلك النائب بالهند  ، فاضطر  مسعود  إلى العود ، فأرسل إلى  علاء الدولة بن كاكويه  وأمره على أصبهان  بقرار يؤديه كل سنة ، وكان  علاء الدولة  قد أرسل يطلب ذلك ، فأجابه إليه ، وأقر  ابن قابوس بن وشمكير  على جرجان  وطبرستان  على مال يؤديه إليه ، وسير  أبا سهل الحمدوني  إلى الري  للنظر في أمور هذه البلاد الجبلية ، والقيام بحفظها ، وعاد إلى الهند  ، فأصلح الفاسد ، وأعاد المخالف إلى طاعته ، وفتح قلعة حصينة تسمى سرستى  ، على ما نذكره ، وقد كان أبوه حصرها غير مرة فلم يتهيأ له فتحها . 
ولما سار  أبو سهل  إلى الري  أحسن إلى الناس ، وأظهر العدل ، فأزال الأقساط والمصادرات . 
 [ ص: 757 ] وكان  تاش  فراش قد ملأ البلاد ظلما وجورا ، حتى تمنى الناس الخلاص منهم ومن دولتهم ، وخربت البلاد ، وتفرق أهلها ، فلما ولي الحمدوني ، وأحسن ، وعدل ، عادت البلاد فعمرت ، والرعية أمنت ، وكان الإرجاف شديدا بالعراق  لما كان الملك  مسعود  بنيسابور  ، فلما عاد سكن الناس واطمأنوا . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					