[ ص: 247 ]   353 
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة 
ذكر عصيان  نجا  وقتله وملك  سيف الدولة  بعض أرمينية   
قد ذكرنا سنة اثنتين وخمسين [ وثلاثمائة ] ما فعله  نجا  غلام   سيف الدولة بن حمدان  بأهل حران   ، وما أخذه من أموالهم ، فلما اجتمعت عنده تلك الأموال ، قوي بها وبطر ، ولم يشكر ولي نعمته بل كفره ، وسار إلى ميافارقين  ، وقصد بلاد أرمينية  ، وكان قد استولى على كثير منها رجل من العرب يعرف  بأبي الورد  ، فقاتله  نجا  ، فقتل  أبو الورد  وأخذ  نجا  قلاعه وبلاده : خلاط ، وملازكرد ، وموش ، وغيرها ، وحصل له من أموال  أبي الورد  شيء كثير ، فأظهر  العصيان  على  سيف الدولة     . 
فاتفق أن   معز الدولة بن بويه  سار من بغداذ  إلى الموصل  ، ونصيبين  ، واستولى عليها ، وطرد عنها  ناصر الدولة  على ما ذكرناه آنفا ، فكاتبه  نجا  وراسله ، وهو بنصيبين  ، يعده المعاضدة والمساعدة على مواليه بني حمدان  ، فلما عاد  معز الدولة  إلى بغداذ  واصطلح هو  وناصر الدولة  ، سار  سيف الدولة  إلى  نجا  ليقاتله على عصيانه عليه ، وخروجه عن طاعته ، فلما وصل إلى ميافارقين  ، هرب  نجا  من بين يديه ، فملك  سيف الدولة  بلاده وقلاعه التي أخذها من  أبي الورد  ، واستأمن إليه جماعة من أصحاب  نجا  فقتلهم ، ( واستأمن إليه أخو  نجا  ، فأحسن إليه وأكرمه ، وأرسل إلى  نجا  يرغبه ويرهبه إلى أن أحضر عنده ، فأحسن إليه وأعاده إلى مرتبته . 
ثم إن غلمان  سيف الدولة  وثبوا على  نجا  في دار  سيف الدولة  بميافارقين  ، في ربيع الأول ( سنة أربع وخمسين ) [ وثلاثمائة ] ، فقتلوه بين يديه ، فغشي على  سيف الدولة  ،   [ ص: 248 ] وأخرج  نجا  فألقي في مجرى الماء والأقذار ، وبقي إلى الغد ثم أخرج ودفن . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					