[ ص: 221 ]   ( 550 ) 
ثم دخلت سنة خمسين وخمسمائة 
[ ذكر عدة حوادث   ] في هذه السنة سار الخليفة   المقتفي لأمر الله  إلى دقوقا  فحصرها  ، وقاتل من بها ، ثم رحل عنها لأنه بلغه أن عسكر الموصل  قد تجهزوا للمسير لمنعه عنها ، فرحل ولم يبلغ غرضا . 
وفيها استولى   شملة التركماني  على خوزستان   ، وكان قد جمع جمعا كثيرا من التركمان  ، وسار يريد خوزستان ، وصاحبه حينئذ  ملكشاه بن محمد  ، فسير الخليفة إليه عسكرا ، فلقيهم  شملة  في رجب ، وقاتلهم ، فانهزم عسكر الخليفة ، وأسر وجوههم ، ثم أحسن إليهم وأطلقهم ، وأرسل يعتذر ، فقبل عذره ، وسار إلى خوزستان  فملكها وأزاح عنها  ملكشاه ابن السلطان محمود     . 
وفيها سار الغز  إلى نيسابور  ، فملكوها بالسيف ، فدخلوها وقتلوا (  محمد بن يحيى الفقيه الشافعي  و ) نحوا من ثلاثين ألفا ، وكان السلطان  سنجر  له اسم السلطنة ، وهو معتقل لا يلتفت إليه ، حتى إنه أراد كثيرا من الأيام أن يركب ، فلم يكن له من يحمل سلاحه ، فشده على وسطه وركب . 
وكان إذا قدم إليه طعام يدخر منه ما يأكله وقتا آخر ، خوفا من انقطاعه عنه ، لتقصيرهم في واجبه ، ولأنهم ليس هذا مما يعرفونه . 
 [ ص: 222 ] وفيها وثب قسوس الأرمن  بمدينة آني  فأخذوها من الأمير  شداد  ، وسلموها إلى أخيه  فضلون     . 
وفيها في ذي الحجة ، قتل الأتراك القارغلية  طمغاج خان بن محمد  بما وراء النهر ، وألقوه في الصحراء ، ونسبوه إلى أشياء قبيحة ; وكان مدة ملكه مستضعفا غير مهيب . 
[ الوفيات   ] 
وفيها توفي  أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي البغدادي  الحافظ الأديب  وكان مشهورا بالفضل ، وكان شافعيا ، وصار حنبليا مغاليا ، ومولده سنة سبع وستين وأربعمائة في شعبان ، وكان موته أيضا في شعبان . 
وفيها كان بالعراق  وما جاوره من البلاد زلزلة كبيرة في ذي الحجة . 
وفيها توفي  يحيى الغساني النحوي الموصلي  ، وكان فاضلا خيرا . 
وتاج الدين  أبو طاهر يحيى بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري  ، قاضي جزيرة   ابن عمر     . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					