[ ص: 247 ]   ( 553 ) 
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة 
ذكر الحرب بين  سنقر  وأرغش   
في هذه السنة كانت حرب شديدة بين  سنقر الهمذاني  وأرغش المسترشدي  ، وسببها أن  سنقر الهمذاني  كان قد نهب سواد بغداد  بطريق خراسان  ، وكثر جمعه ، فخرج الخليفة   المقتفي لأمر الله  جمادى الأولى ، بنفسه يطلبه ، فلما وصل إلى بلد اللحف  قال له  الأمير خطلبرس     : أنا أكفيك هذا المهم ; وكان بينه وبين  سنقر  مودة ، فركب إليه وتلاقيا وجرى بينهما عتاب طويل لأجل خروجه عن طاعة الخليفة ، فأجاب  سنقر  إلى الطاعة ، وعاد  خطلبرس  وأصلح حاله مع الخليفة وأقطعه بلد اللحف  له  وللأمير أرغش المسترشدي     . 
فلما توجها إلى اللحف  جرى بينهما منازعة ، فأراد  سنقر  قبض  أرغش  ، فرآه محترزا ، فتحاربا ، واقتتلا قتالا شديدا ، وغدر  بأرغش  أصحابه ، فعاد منهزما إلى بغداد  ، وانفرد  سنقر  ببلد اللحف  وخطب فيه للملك  محمد  ، فسير من بغداد  عسكرا لقتاله مقدمهم  خطلبرس  ، فجرت بينهما حرب شديدة انهزم في آخرها  سنقر  ، وقتلت رجاله ، ونهبت أمواله التي [ في ] العسكر ، وسار هو إلى قلعة الماهكي  وأخذ ما كان فيها ، واستخلف فيها بعض غلمانه ، وسار هو إلى همذان  ، فلم يلتفت إليه  الملك محمد شاه  ، فعاد إلى قلعة الماهكي  وأقام بها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					