[ ص: 156 ]   334 
ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة 
ذكر موت  توزون  وإمارة  ابن شيرزاد   
في هذه السنة في المحرم ، مات  توزون  في داره ببغداذ  ، وكانت مدة إمارته سنتين وأربعة أشهر وتسعة عشر يوما ، وكتب له  ابن شيرزاد  مدة إمارته ، غير ثلاثة أيام . 
ولما مات  توزون  كان  ابن شيرزاد  بهيت  لتخليص أموالها ، فلما بلغه الخبر ، عزم على عقد الإمارة   لناصر الدولة بن حمدان  ، فاضطربت الأجناد ، وعقدوا الرئاسة عليهم  لابن شيرزاد  ، فحضر ونزل بباب حرب  مستهل صفر ، وخرج عليه الأجناد جميعهم ، واجتمعوا عليه وحلفوا له ، ووجه إلى  المستكفي بالله  ليحلف له ، فأجابه إلى ذلك ، ( وحلف له بحضرة القضاة والعدول ، ودخل إليه  ابن شيرزاد     ) ، وعاد مكرما يخاطب بأمير الأمراء ، وزاد الأجناد زيادة كثيرة ، فضاقت الأموال عليه ، فأرسل إلى ناصر الدولة مع  أبي عبد الله محمد بن أبي موسى الهاشمي  وهو بالموصل  ، يطالبه بحمل المال ، ويعده برد الرئاسة إليه ، وأنفذ له خمسمائة ألف درهم وطعاما كثيرا ، ففرقها في عسكره ، فلم يؤثر ، فقسط الأموال على العمال والكتاب والتجار وغيرهم لأرزاق الجند ، وظلم الناس ببغداذ    . 
 [ ص: 157 ] وظهر اللصوص وأخذوا الأموال ، وجلا التجار ، واستعمل على واسط  ينال كوشة  ، وعلى تكريت  اللشكري  ، فأما ينال فإنه كاتب   معز الدولة بن بويه  ، واستقدمه وصار معه ، وأما الفتح  اللشكري  فإنه سار إلى  ناصر الدولة  بالموصل  ، وصار معه ، فأقره على تكريت    . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					