[ ص: 692 ]   417 
ثم دخلت سنة سبع عشرة وأربعمائة 
ذكر الحرب بين عسكر  علاء الدولة  والجوزقان   
في هذه السنة كانت حرب شديدة بين عساكر  علاء الدولة بن كاكويه  وبين الأكراد الجوزقان    . 
وكان سببها أن  علاء الدولة  استعمل  أبا جعفر  ابن عمه على سابور خواست  وتلك النواحي ، فضم إليه الأكراد الجوزقان  ، وجعل معه على الأكراد  أبا الفرج البابوني  ، منسوب إلى بطن منهم ، فجرى بين  أبي جعفر  وأبي الفرج  مشاجرة أدت إلى المنافرة ، فأصلح بينهما  علاء الدولة  ، وأعادهما إلى عملهما . 
فلم يزل الحقد يقوى ، والشر يتجدد ، فضرب  أبو جعفر  أبا الفرج  بلت كان في يده فقتله ، فنفر الجوزقان  بأسرهم ، ونهبوا وأفسدوا ، فطلبهم  علاء الدولة  ، وسير عسكرا ، واستعمل عليهم  أبا منصور  ابن عمه أخا  أبي جعفر  الأكبر ، وجعل معه  فرهاذ بن مرداويج  ،  وعلي بن عمران     . 
فلما علم الجوزقان  ذلك أرسلوا  علي بن عمران  يسألونه أن يصلح حالهم مع  علاء الدولة  ، وقصده جماعة منهم ، فشرع في الإصلاح فطالبه  أبو جعفر  وفرهاذ  بالجماعة الذين قصدوه ليسلمهم إليهما ، وأرادا أخذهم منه قهرا ، فانتقل إلى الجوزقان  ، واحتمى كل منهم بصاحبه ، وجرى بين الطائفتين قتال غير مرة كان في   [ ص: 693 ] آخره  لعلي بن عمران  والجوزقان  فانهزم  فرهاذ  ، وأسر  أبو منصور  وأبو جعفر  ، ابنا عم  علاء الدولة     . فأما  أبو جعفر  فقتل ( قصاصا  بأبي الفرج     ) وأما  أبو منصور  فسجن . فلما قتل  أبو جعفر  علم  علي بن عمران  أن الأمر قد فسد مع  علاء الدولة  ولا يمكن إصلاحه ، فشرع في الاحتياط . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					