[ ص: 319 ] 481
ثم دخلت سنة إحدى وثمانين وأربعمائة .
ذكر ببغداذ . الفتنة
في هذه السنة ، في صفر ، شرع أهل باب البصرة في بناء القنطرة الجديدة ، ونقلوا الآجر في أطباق الذهب والفضة وبين أيديهم الدبادب ، واجتمع إليهم أهل المحال ، وكثر عندهم أهل باب الأزج في خلق لا يحصى .
واتفق أن كوهرائين سار في سميرية ، وأصحابه يسيرون على شاطئ دجلة بسيره ، فوقف أهل باب الأزج على امرأة كانت تسقي الناس من مزملة لها على دجلة ، فحملوا عليها ، على عادة لهم ، وجعلوا يكسرون الجرار ، ويقولون : الماء للسبيل ! فلما رأت سعد الدولة كوهرائين استغاثت به ، فأمر بإبعادهم عنها ، فضربهم الأتراك بالمقارع ، فسل العامة سيوفهم وضربوا وجه فرس حاجبه سليمان ، وهو أخص أصحابه ، فسقط عن الفرس ، فحمل كوهرائين الحنق على أن خرج من السميرية إليهم راجلا ، فحمل أحدهم عليه ، فطعنه بأسفل رمحه ، فألقاه في الماء والطين ، فحمل أصحابه على العامة ، فقاتلوهم ، وحرصوا ( على الظفر بالذي ) طعنه ، فلم يصلوا إليه ، ( وأخذ ثمانية نفر ) ، فقتل أحدهم ، وقطع أعصاب ثلاثة نفر ، وأرسل [ ص: 320 ] قباءه إلى الديوان وفيه أثر الطعنة والطين يستنفر على أهل باب الأزج . ثم إن أهل الكرخ عقدوا لأنفسهم طاقا آخر على باب طاق الحراني ، وفعلوا كفعل أهل باب البصرة .